Page 32 - الفصل الأول تاريخ صناعة الفندقة
P. 32

‫والقد ارت التى تعتمد على سرعة البديهة وبعد النظر وسعة الأفق إلى غير ذلك‬
‫من الصفات التى تعتبر فى نفس الوقت من العناصر الأساسية للعمل الفنى ‪،‬‬
‫وكما أن العناصر البشرية نفسها عناصر غير متماثلة من حيث الصفات‬
‫والسمات التى تميزها‪ ،‬فهى تحتاج إلى مهارة فائقة فى فهم المواقف الإنسانية‬

    ‫والجوانب السلوكية لها‪ ،‬فهذه المهارة فى حد ذاتها فن من الفنون الإنسانية‪.‬‬
‫لذلك فإن الجمع بين علمية الإدارة وفنها ومها ارتها المختلفة ضرورة هامة‪،‬‬
‫لتحقيق النجاح الإداري وتفوقه من خلال زيادة القد ارت الشخصية ‪ ،‬وتنمية‬
‫مها ارت رجال الإدارة‪ ،‬فالإدارة علم من حيث الأساس النظرى وفن من حيث‬
‫التطبيق العملى لها‪ ،‬فهى تقوم على فن استخدام العلم فى مجالاته المختلفة واذا‬
‫أمكننا تشبيه الإدارة ببناء شامخ لاستطعنا أن نقول بأن العلم هو الأساس الذى‬
‫يقوم عليه هذا البناء‪ ،‬وهذا الأساس يجب أن يوضع وفق نظريات علمية‬
‫وحسابات دقيقة وليس على اجتهادات وتجارب شخصية‪ ،‬أما المبنى نفسه فإنه‬
‫يخضع للتصميمات الفنية المبدعة التى تظهر فيها النواحى الجمالية بصورة‬
‫أكثر وضوحا ‪ ،‬وهنا تلعب المواهب والقد ارت الشخصية والمها ارت دورها الكبير‬
‫فى تصميم واقامة مبنى متكامل تتوافر فيه الأصول والأسس العلمية والمواهب‬

                                                           ‫والقد ارت الفنية‪.‬‬

‫لذا نستطيع القول بان العلم وحده لا يكفى وكذلك الفن وحده لا يستطيع أن‬
‫يحقق نجاحا فى الإدارة إذا لم يقترن بالعلم ‪ ،‬فكلاهما مرتبط بالآخر ومكمل له‪،‬‬
‫فالعالم إذا أجاد فى علمه وصل إلى مرتبة الفن فيه ‪ ،‬والأمثلة على ذلك كثيرة‬

                                                        ‫فى حياتنا العملية‪.‬‬

                                        ‫‪32‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37