Page 130 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 130

‫العـدد ‪28‬‬                         ‫‪128‬‬

                                        ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

‫مجموعة متمردة تهدف إلى توحيد‬             ‫تردي الأحوال المعيشية في الدول‬       ‫وعوامل التهميش الاقتصادي‬
   ‫الصومال الكبير‪ ،‬ويتطلب ذلك‬              ‫الأفريقية‪ ،‬والتدخل الأجنبي في‬     ‫والسياسي والصراعات القبلية‬
     ‫بسط السيطرة على الأراضي‬
    ‫الصومالية وبعض المناطق في‬           ‫شؤون القارة‪ ،‬وانتشار الجماعات‬             ‫والإثنية‪ ،‬وتعقيد التركيبة‬
     ‫البلدان المجاورة‪ ،‬لا سيما في‬        ‫التبشيرية بشكل كثيف‪ ،‬وسهولة‬        ‫الاجتماعية وتداخلاتها‪ ،‬وتوسع‬
                                                                            ‫أطر التداخل بين الدين والقبيلة‬
 ‫كينيا وأثيوبيا التي تأوي شعو ًبا‬              ‫التنقل بين الدول وبعضها‬
‫صومالية‪ ،‬وتحولت حركة الشباب‬               ‫البعض‪ ،‬هذا علاوة على الطبيعة‬             ‫والأيديولوجيا والإثنية‪.‬‬
‫من مجموعة متمردة سعت لفرض‬                  ‫الداخلية؛ الاقتصادية والعرقية‬  ‫ويمتد انتشار الجماعات الإرهابية‬
‫سيطرتها على الأراضي وسكانها‪،‬‬               ‫والقبلية للعديد من الدول التي‬
                                                                               ‫في القارة السمراء من القرن‬
     ‫إلى تنظيم يمارس نفوذه على‬                 ‫تشجع على إفراز تنظيمات‬      ‫الأفريقي في الصومال وكينيا إلى‬
  ‫جزء صغير من الأراضي وينفذ‬                 ‫متشددة‪ ،‬في كل من موريتانيا‬    ‫بحيرة تشاد التي تضم الكاميرون‬
                                                                          ‫وتشاد والنيجر ونيجيريا‪ ،‬ويصل‬
             ‫مخططاته الإرهابية‪.‬‬                 ‫والجزائر ونيجيريا ومالي‬     ‫إلى غرب ووسط أفريقيا في مالي‬
   ‫توجد دولة الصومال في شرق‬               ‫وبقية الدول المجاورة في الغرب‬    ‫وبوركينافاسو وغينيا والكونجو‬
                                                                           ‫الديمقراطية وأوغندا‪ ،‬وفي شمال‬
       ‫أفريقيا‪ ،‬وتعتبر من الدول‬                               ‫والوسط‪.‬‬      ‫أفريقيا خاصة في ليبيا‪ .‬وأشارت‬
  ‫المتجانسة دينيًّا وعرقيًّا‪ ،‬إلا أنها‬     ‫سيتم التركيز في هذا الموضوع‬
                                          ‫على أهم أربعة تنظيمات إرهابية‬      ‫العديد من الدراسات والتقارير‬
    ‫عقب نيل الاستقلال تعرضت‬                                                  ‫الدولية إلى وجود أكثر من ‪60‬‬
   ‫لمجموعة من الصدمات جعلتها‬                   ‫متطرفة‪ ،‬منتشرة في أنحاء‬    ‫تنظي ًما إرهابيًّا في القارة الأفريقية‬
 ‫غارقة في فوضى عارمة وحروب‬              ‫مختلفة من القارة الأفريقية‪ ،‬ولها‬
    ‫أهلية منذ سقوط نظام «سياد‬            ‫مرجعيات دينية متباينة‪ ،‬للاطلاع‬         ‫ظهرت بشكل أكبر في العقد‬
 ‫بري» عام ‪ .1991‬وانبثقت حركة‬                                                   ‫الأخير غير معترفة بالحدود‬
                                               ‫على أهداف هذه التنظيمات‬     ‫الجغرافية‪ ،‬ومستفيدة من تدهور‬
                                          ‫ودوافع تكوينها‪ ،‬وما خلَّفته من‬      ‫الوضع الأمني في ليبيا ومالي‪،‬‬
                                           ‫خسائر مادية وبشرية لبلادها‬          ‫واستمرار الحرب الأهلية في‬

                                                ‫ولجميع الدول الأفريقية‪.‬‬                         ‫الصومال‪.‬‬
                                                                           ‫فنجد انتشا ًرا لهذه الجماعات في‬
                                          ‫أو ًل‪ :‬حركة الشباب‬
                                         ‫المجاهدين الصومالية‬                         ‫أقاليم القارة المختلفة‪:‬‬
                                                                           ‫‪ -‬شرق أفريقيا‪( :‬حركة الشباب‬
                                             ‫انتشرت التنظيمات الإرهابية‬
                                              ‫في الصومال ومنطقة القرن‬                          ‫المجاهدين)‬
                                           ‫الأفريقي‪ ،‬حيث كانت من أولى‬        ‫‪ -‬غرب أفريقيا‪( :‬جماعة بوكو‬
                                             ‫المناطق التي شهدت تدخلات‬        ‫حرام‪ ،‬جماعة نصرة الإسلام‪،‬‬
                                         ‫خارجية ودولية لمكافحة الإرهاب‬
                                          ‫في القارة‪ ،‬وأبرز هذه التنظيمات‬              ‫حركة أنصار الدين)‬
                                              ‫«حركة الشباب المجاهدين»‪،‬‬    ‫‪ -‬شمال أفريقيا‪( :‬القاعدة في بلاد‬
                                            ‫ظهرت الحركة مستغلة أجواء‬
                                          ‫عدم الاستقرار بالصومال‪ ،‬وتم‬                             ‫المغرب)‬
                                        ‫استقطاب المؤيدين لمواقفها‪ ،‬وبدأت‬    ‫‪ -‬وسط أفريقيا‪( :‬جماعة جيش‬
                                        ‫ارتباطها بتنظيم القاعدة مع إنشاء‬      ‫الرب للمقاومة‪ ،‬جماعة القوات‬
                                           ‫عدد من معسكرات التدريب في‬
                                                                                     ‫الديمقراطية المتحالفة)‬
                                                    ‫دول القرن الأفريقي‪.‬‬      ‫إن انتشار التنظيمات الإرهابية‬
                                        ‫كانت حركة الشباب منذ تأسيسها‬
                                                                                ‫في أفريقيا هو نتاج تضافر‬
                                                                             ‫العديد من العوامل‪ ،‬من أبرزها‬

‫تنظيم الشباب المجاهدين‬
           ‫في الصومال‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135