Page 134 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 134

‫العـدد ‪28‬‬                           ‫‪132‬‬

                                   ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

       ‫معسكرات الأمن والثكنات‬          ‫قائمة أسوأ الدول تضر ًرا من‬          ‫والجامعات النيجيرية‪ ،‬حيث‬
                  ‫العسكرية(‪.)13‬‬    ‫الإرهاب‪ .‬حيث وصل إجمالي عدد‬             ‫ضمت في بداياتها أكاديميين‪،‬‬
                                                                         ‫ثم سرعان ما تحولت إلى تنظيم‬
      ‫‪ ‬أما فصيل شيكاو فقد قام‬          ‫الوفيات المرتبطة بالإرهاب في‬     ‫دموي بقيادة «علي يوسف» الذي‬
     ‫بعمليات قطع الطرق والنهب‬         ‫نيجيريا في ‪ 2018‬إلى ‪ %13‬من‬            ‫قتل على يد الأمن النيجيري‪.‬‬
   ‫والاختطاف‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬كما‬      ‫إجمالي الوفيات‪ ،‬في وقت تسببت‬           ‫وتولى بعده «أبو بكر شيكاو»‬
 ‫ُلوحظت بعض محاولات التفجير‬                                                 ‫قيادة التنظيم المسلح‪ ،‬وبدأت‬
 ‫الانتحارية في مايدوغوري‪ .‬حيث‬           ‫هجمات التنظيم الإرهابي في‬         ‫معه عمليات خطف الفتيات من‬
     ‫أعلن فصيل شيكاو في بداية‬        ‫مقتل أكثر من ‪ 20‬ألف شخص‬              ‫المدارس والعمليات الانتحارية‪.‬‬
  ‫ديسمبر الماضي مسؤوليته عن‬          ‫في نيجيريا والنيجر والكاميرون‬         ‫غير أن تأسيس حركة «بوكو‬
‫الهجوم الدموي الذي ُن ِّفذ بالقرب‬     ‫وتشاد‪ ،‬وأجبرت أكثر من ‪2.5‬‬              ‫حرام» يعود بحسب تقارير‬
    ‫من مدينة مايدوغوري شمال‬        ‫مليون شخص على النزوح بحسب‬           ‫إعلامية دولية إلى سنة ‪ ،1995‬بعد‬
     ‫شرق البلاد‪ ،‬وأدى إلى مقتل‬                                           ‫أن أنشأ «أبو بكر لاوان» تنظي ًما‬
 ‫عشرات الفلاحين أثناء عملهم في‬                ‫تقارير للأمم المتحدة‪.‬‬        ‫سماه «أهل السنة والهجرة»‪،‬‬
  ‫حقول الأرز‪ ،‬كما زعمت جماعة‬            ‫بدأ التنظيم عملياته الإرهابية‬     ‫بولاية «بورنو» الواقعة شمالي‬
    ‫«بوكو حرام» مسؤوليتها عن‬       ‫بالتركيز على أهداف محددة داخل‬
   ‫اختطاف طلاب ثانوية كاتسينا‬      ‫نيجيريا وامتدت إلى حوض بحيرة‬                                 ‫البلاد‪.‬‬
‫من خلال شريط فيديو نشره ‪17‬‬             ‫تشاد‪ ،‬وتركزت على استهداف‬              ‫ولا شك أن إخفاق مشروع‬
‫ديسمبر الماضي «أبو بكر شيكاو»‬        ‫المدنيين والجنود بالقتل والنهب‬       ‫بناء الدولة الوطنية في نيجيريا‬
                                   ‫والاختطاف‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت بات‬             ‫منذ استقلالها عن بريطانيا‬
               ‫زعيم الجماعة(‪.)14‬‬   ‫لتنظيم «بوكو حرام» استراتيجيته‬
 ‫وفيما يتعلَّق بآخر أنشطة جماعة‬     ‫الإرهابية الخاصة به‪ ،‬التي تعتمد‬            ‫عام ‪ ،1960‬وتعرضها في‬
 ‫«بوكو حرام»؛ فقد احتلَّت المرتبة‬    ‫على خطف الرهائن والتفجيرات‬           ‫فترات مختلفة لموجات من عدم‬
                                      ‫الانتحارية والهجمات المسلحة‪،‬‬
   ‫الثانية بعد حركة «الشباب» في‬          ‫معتمدة في ذلك على الأطفال‬           ‫الاستقرار على نطاق واسع؛‬
  ‫شهر سبتمبر ‪ ،2020‬بتنفيذها‬              ‫والنساء‪ ،‬واستهداف القرى‬       ‫شجع على تبني الخطاب الإرهابي‬
   ‫أكثر من ‪ 25‬عملية إرهابية في‬        ‫والأسواق والمساجد والمدارس‪،‬‬
  ‫منطقة بحيرة تشاد غرب القارة‬         ‫والانخراط في شبكات الجريمة‬             ‫العنيف‪ ،‬وقد عانت نيجيريا‬
‫الأفريقية‪ ،‬وكان لنيجيريا النصيب‬        ‫المنظمة‪ ،‬إلى أن باتت إيراداتها‬   ‫محاولة انفصال المنطقة الشرقية‬
   ‫الأكبر من هذه العمليات بواقع‬     ‫السنوية تفوق ‪ 10‬ملايين دولار‪.‬‬
                                        ‫في عام ‪ 2016‬شهدت «بوكو‬            ‫وإعلان جمهورية بيافرا خلال‬
    ‫‪ 16‬عملية‪ ،‬ورغم قلة عدد تلك‬        ‫حرام» انقسا ًما أدى إلى وجود‬     ‫الفترة ‪ ،1970 -1967‬كما اشتدت‬
  ‫العمليات مقارنة بحركة الشباب‬         ‫فصيلين‪ :‬أولهما تنظيم الدولة‬
                                     ‫في غرب أفريقيا التابعة لداعش‪،‬‬          ‫حدة العنف العرقي للسيطرة‬
   ‫فإنها لا تزال الأكثر دموية في‬       ‫والفصيل الثاني جماعة «أهل‬            ‫على منطقة دلتا النيجر الغنية‬
    ‫القارة؛ حيث أسفرت عن قتل‬           ‫السنة للدعوة والجهاد» الموالي‬        ‫بالنفط خلال الفترة ‪-1992‬‬
 ‫‪ 149‬شخ ًصا وإصابة العشرات‪،‬‬           ‫لـ»أبو بكر شيكاو» الذي تولى‬          ‫‪ ،2009‬ومنذ ‪ 2009‬أضحت‬
  ‫إضافة إلى اختطاف ‪ 51‬شخ ًصا‬           ‫قيادة التنظيم في أعقاب مقتل‬      ‫بوكو حرام أخطر جماعة مسلحة‬
‫من نيجيريا(‪ .)15‬وفي شهر نوفمبر‬       ‫الزعيم المؤسس للجماعة «محمد‬           ‫تواجهها الدولة النيجيرية منذ‬
     ‫الماضي ن َّفذت «بوكو حرام»‬      ‫يوسف» عام ‪ .2009‬ومنذ ذلك‬
 ‫نحو ‪ 15‬عملية إرهابية في مناطق‬      ‫الحين‪ ،‬ن ّفذت ولاية داعش جميع‬                        ‫الاستقلال(‪.)12‬‬
    ‫نفوذها‪ ،‬من بينها ‪11‬عملية في‬    ‫الهجمات الرئيسية التي استهدفت‬         ‫وصنف مؤشر الإرهاب العالمي‬
     ‫نيجيريا‪ ،‬وأسفرت عن مقتل‬                                             ‫«بوكو حرام» في المرتبة الرابعة‬
   ‫أكثر من ‪ 170‬شخ ًصا وإصابة‬
                                                                           ‫بين أكثر الجماعات الإرهابية‬
                                                                       ‫دموية في العالم‪ ،‬ما جعل نيجيريا‬

                                                                             ‫تحتل المركز الثالث عالميًّا في‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139