Page 160 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 160

‫العـدد ‪28‬‬                                                                          ‫‪158‬‬

                                ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬                                                                  ‫د‪.‬إيمان عبد‬
                                                                                                            ‫العظيم سيد أحمد‬
  ‫تكوينها وتطورها‪ ،‬ومن ثم‬         ‫في الآونة الأخيرة ظهرت‬        ‫الهوية الأفريقية لمصر بين الأهمية والضرورة‬
 ‫تشكل هوية مصر الأفريقية‬
 ‫الإطار المرجعي والحضاري‬             ‫مجموعة من المؤشرات‬
                                      ‫الإيجابية التي توضح‬
      ‫والثقافي لأفريقيا‪ ،‬وهي‬     ‫الاهتمام بالحديث عن هوية‬
 ‫نقطة البداية لدراسة التاريخ‬        ‫مصر الأفريقية‪ .‬وفي هذا‬
 ‫الأفريقي(‪ .)1‬ويظل التساؤل‪:‬‬         ‫الصدد تزداد الحاجة إلى‬
  ‫هل تصلح الهوية الأفريقية‬       ‫تسليط الضوء على أطروحة‬
                                   ‫شيخ أنتا ديوب ‪Cheikh‬‬
   ‫لمصر كمنظومة قيم تروج‬              ‫‪ Anta Diop‬الذي يعد‬
  ‫لها مصر في أفريقيا؟ وهل‬            ‫رائ ًدا في مسألة الحديث‬
                                  ‫عن الهوية الأفريقية لمصر‪،‬‬
    ‫ستعتنق مصر على الأقل‬         ‫وأحد أهم المفكرين الأفارقة‬
 ‫هويتها الأفريقية في علاقتها‬    ‫الذين أرسوا حقل الدراسات‬
                                ‫الأفريقية بالعديد من الأفكار‬
                ‫مع أفريقيا؟‬        ‫التي مثلت انعكا ًسا لكثير‬
                                  ‫من التحديات التي واجهت‬
‫أولا‪ :‬الهوية الأفريقية‬              ‫أفريقيا فى مرحلة ما بعد‬
‫لمصر باعتبارها أهمية‬
                                                ‫الاستقلال‪.‬‬
‫تصب الصحوة المصرية تجاه‬                ‫وتأتى مسألة الهوية‬
    ‫أفريقيا مباشرة في إعادة‬     ‫الأفريقية لمصر على رأس تلك‬
     ‫تشكيل الهوية الأفريقية‬      ‫المنظومة الفكرية التي أسهم‬
     ‫لمصر‪ ،‬وذلك من منطلق‬            ‫بها في هذا الإطار‪ ،‬والتي‬
                                     ‫تحمل في طياتها فرصة‬
  ‫الاستخدام السياسي الذي‬           ‫كبيرة‪ ،‬ليس فقط في إطار‬
‫يعني التحرك في طريق تغيير‬       ‫عملية إدراك الهوية الأفريقية‬
                                  ‫لمصر‪ ،‬ولكن أي ًضا في إطار‬
   ‫مدركات النظم الحاكمة في‬            ‫تعزيز التكامل العربي‬
    ‫مصر‪ ،‬لأن مصالح مصر‬             ‫الأفريقي‪ ،‬لا سيما في ظل‬
 ‫المصيرية في أفريقيا‪ .‬ويمكن‬        ‫المدركات السلبية المتبادلة‬
                                 ‫لدى الطرفين‪ .‬ويمكن لمصر‬
      ‫اعتبار الهوية الأفريقية‬        ‫أن تلعب الدور المساعد‬
   ‫لمصر محد ًدا ثقافيًّا والتي‬      ‫في عملية الدفع قد ًما إزاء‬
                                  ‫التقارب بينهما انطلا ًقا من‬
       ‫تعد أحد مصادر قوة‬          ‫هويتها الأفريقية التي قدم‬
 ‫الدولة الحديثة‪ ،‬أو مقدراتها‬     ‫لها شيخ أنتا ديوب‪ ،‬وساق‬
                                 ‫عدة أدلة لإثبات أن حضارة‬
    ‫القومية‪ ،‬وهي في التحليل‬       ‫مصر القديمة هي حضارة‬
     ‫السياسي المعاصر تمثل‬       ‫أفريقية زنجية؛ أو على الأقل‬
    ‫مصد ًرا مه ًّما للنفوذ غير‬   ‫كان للزنوج الدور البارز في‬
‫المادي للدولة في النظرية التي‬
 ‫دشنها جوزيف ناي‪ ،‬وتمتاز‬
      ‫عن غيرها من المصادر‬
 ‫الأخرى بالفاعلية إذا أحسن‬
    ‫استغلالها أو استثمارها‪.‬‬
  ‫كما أنها أكثر مقبولية لدى‬
   ‫الأطراف الأخرى بالمقارنة‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165