Page 165 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 165

‫يعد مفهوم الهوية ‪identity‬‬                                              ‫ألفا عمر كونارى‬
    ‫من المفاهيم المهمة في‬
                                                                 ‫تابعة لها في الماضي‪ ،‬وكان‬
 ‫النظرية البنائية‪ ،‬ليس فقط‬                                          ‫من الممكن أن تساهم في‬
       ‫لأنها تساعد فى تحديد‬
                                                                ‫لعب دور كبير في المياه‪ ،‬كما‬
   ‫مصلحة الدولة؛ لكنها أي ًضا‬                                  ‫اختزلت مصر علاقاتها بدول‬
      ‫لصناعة السياسة العامة‬                                     ‫حوض النيل على أنها علاقة‬

‫للدولة‪ .‬إذ تحدد الهوية للدول‬                                       ‫دول متشاركة في مجرى‬
    ‫دوًرا فى العلاقات الدولية؛‬                                    ‫مائي واحد‪ ،‬دون أن تهتم‬
                                                                ‫بضرورة تنمية هذه البلدان‬
  ‫وبذلك ستتصرف الدول دو ًما‬                                        ‫والمشاركة في مشروعات‬
    ‫بما تراه ملائ ًما لهذا الدور‬                               ‫تنموية وعقد صفقات تجارية‬

    ‫الأخرى بإسرائيل‪ ،‬ضد‬             ‫‪1995‬؛ بدأت هذه الدول‬             ‫معها‪ ،‬وافتتاح شركات‬
 ‫مصر‪ ،‬كما استغلت تمترس‬         ‫تلجأ إلى قوى إقليمية ودولية‬                        ‫فيها(‪.)12‬‬

    ‫مصر خلف اتفاقيات تم‬           ‫أخرى لمشاركتها طموحها‬           ‫ومنذ عام ‪ ،2011‬استغلت‬
 ‫توقيعها في عهد الاستعمار‪،‬‬                 ‫نحو التنمية(‪.)13‬‬         ‫أثيوبيا حالة القطيعة في‬
‫في استفزاز الشعور الوطني‬                                          ‫علاقتها مع مصر لتعزيز‬
                                  ‫انطلقت أثيوبيا في إدارتها‬
  ‫لمواطني هذه الدول؛ حيث‬        ‫للأزمة من منطق الضعيف‪،‬‬         ‫نفوذها في دول حوض النيل‬
    ‫أكدت أن هذه الاتفاقيات‬                                        ‫وصناعة علاقات إقليمية‪،‬‬
  ‫تنتقص من سيادة دولهم‪.‬‬             ‫الذى يواجه قوة إقليمية‬       ‫واستفادت من حالة التوتر‬
                                ‫كبيرة في أفريقيا‪ ،‬خاصة في‬           ‫السياسي في مصر بعد‬
                      ‫(‪.)14‬‬                                       ‫الثورة وبدأت في بناء عدة‬
  ‫على الجانب الآخر‪ ،‬فشلت‬          ‫مرحلة الستينيات‪ .‬نجحت‬
‫مصر في إدارة الأزمة بشكل‬            ‫أثيوبيا في إبراز هويتها‬      ‫سدود أبرزها سد النهضة‪.‬‬
                                                               ‫ومع تقلص التواجد المصرى‬
     ‫كبير؛ حيث فقدت كافة‬          ‫الأفريقية‪ ،‬فقد كانت حتى‬
‫قواها ومصادر نفوذها غير‬              ‫عام ‪ 1950‬دولة شرق‬             ‫في أفريقيا‪ ،‬وغيابه تما ًما‬
 ‫المادي التي مكنتها يو ًما من‬                                   ‫عقب محاولة اغتيال الرئيس‬
  ‫رفع علمها في كل مكان في‬         ‫أوسطية‪ ،‬وفجأة أصبحت‬
                                    ‫دولة ذات هوية أفريقية‬         ‫مبارك في أديس أبابا عام‬
   ‫أفريقيا‪ ،‬ومن بينها تقديم‬            ‫واضحة ومقرات كل‬
    ‫نفسها كدولة ذات هوية‬            ‫المنظمات الأفريقية فيها‪.‬‬
  ‫أفريقية‪ ،‬وأهملت كل سبل‬
‫التعاون والعلاقات مع دول‬        ‫كما استغلت أثيوبيا سياسة‬
 ‫حوض النيل‪ ،‬واختزالها في‬           ‫التعالي التي اتبعها النظام‬
 ‫مياه النيل فقط‪ .‬وترتب على‬
‫ذلك عدم امتلاك مصر شيء‬          ‫المصري مع الدول الأفريقية‬
                               ‫في زيادة غضب وحالة التمرد‬

                                     ‫لدى أنظمة هذه الدول‪،‬‬
                                ‫المرتبطة بعلاقات وثيقة هي‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170