Page 161 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 161

‫‪159‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫بين اللغة المصرية القديمة‬         ‫بمصادر القوة الأخرى‪،‬‬
    ‫وبعض اللغات الأفريقية‪،‬‬          ‫مثل القوة الاقتصادية أو‬
    ‫فض ًل عن تشابه العادات‬         ‫العسكرية‪ ،‬وهي في تحليل‬
                                  ‫الجغرافي المصري الدكتور‬
         ‫والتقاليد بين مصر‬       ‫جمال حمدان تمثل أحد أهم‬
     ‫وأفريقيا التي تتضح في‬        ‫مكونات «الموضع» بالنسبة‬
 ‫الطوطمية والختان وغيرها‪.‬‬
   ‫الثالثة الركيزة التاريخية؛‬                      ‫لمصر(‪.)2‬‬
                                 ‫كان إدراك حكام مصر منذ‬
       ‫فالحضارة الفرعونية‬
  ‫مرجعية للتاريخ الأفريقى‪.‬‬           ‫آلالاف السنين لهويتهم‬
                                      ‫الأفريقية واض ًحا‪ .‬فقد‬
    ‫والرابعة الركيزة القارية‬     ‫استخدم ملوك الأسرة (‪)18‬‬
    ‫الشاملة؛ فرغم أنه يمكن‬       ‫في عهد الأسرات هذه الميزة؛‬
 ‫لمصر رفع رايات عدة تعمل‬             ‫حيث تم استجلاب أبناء‬
  ‫في ظلها السياسة الخارجية‬          ‫الملوك من أفريقيا ودول‬
‫لجذب اهتمام الدول الأفريقية‬       ‫متفرقة من العالم لتعليمهم‬
‫للتعامل مع مصر‪ ،‬ولكن فيما‬         ‫في قصر الحاكم؛ لتنشئتهم‬
    ‫عدا راية الهوية الأفريقية‬       ‫على نمط الحياة المصرية‬
‫وراية الجامعة الأفريقية فهي‬       ‫والثقافة السائدة في مصر‪.‬‬
  ‫رايات محدودة الاستخدام‪،‬‬           ‫ومن ثم‪ ،‬يكونون بمثابة‬
‫حيث تستخدم حسب ظروف‬             ‫الأنصار والسفراء لمصر عند‬
      ‫أقاليم القارة الأفريقية‪،‬‬      ‫العودة إلي بلادهم وتولى‬
  ‫فالراية الإسلامية في غرب‬      ‫الحكم هناك‪ .‬تكرر هذا الأمر‬
                                   ‫مع مصر بعد ثورة يوليو‬
      ‫أفريقيا وراية المصالح‬          ‫‪ 1952‬فيما يتعلق بقادة‬
    ‫المتبادلة في منطقة حوض‬           ‫التحرر الوطني في دول‬
 ‫النيل‪ ،‬ولكن يمكن استخدام‬           ‫أفريقيا وآسيا فض ًل عن‬
  ‫راية الهوية الأفريقية لمصر‬    ‫الدول العربية‪ .‬كما عبر وزير‬
                                 ‫الخارجية الأمريكي الأسبق‬
       ‫على مستوى القارة(‪.)4‬‬      ‫كولن باول عن الفكرة ذاتها‬
       ‫وهناك أرضية تسمح‬           ‫بقوله‪« :‬يجب على الولايات‬
  ‫بذلك‪ ،‬تتمثل في تأييد بعض‬        ‫المتحدة الأمريكية الاهتمام‬
 ‫الأفارقة لأطروحة شيخ أنتا‬
‫ديوب‪ .‬وظهر ذلك فيما يشبه‬                 ‫بقادة المستقبل»(‪.)3‬‬
  ‫المظاهرة في مؤتمر برازفيل‬      ‫ترتكن هوية مصر الأفريقية‬
  ‫للكتاب والأدباء المناهضين‬
  ‫للعنصرية في يونيو ‪.1987‬‬              ‫على عدة ركائز تتمثل‬
 ‫بالإضافة إلي بعض النماذج‬           ‫في الآتى‪ :‬أولها؛ الركيزة‬
 ‫الأفريقية المؤيدة لفكره مثل‬      ‫الجغرافية؛ حيث تعد مصر‬
   ‫الكاتب السيراليوني «وليم‬        ‫جز ًءا من أفريقيا‪ ،‬وثانيها؛‬
     ‫كنتون» والكاتب الغاني‬         ‫الركيزة الثقافية واللغوية؛‬
‫شارل دى جرافت جونسون‪،‬‬           ‫وتعنى صلة القربى والتشابه‬
 ‫أبو بكر موسى لام وغيرهم‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166