Page 70 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 70

‫العـدد ‪28‬‬   ‫‪68‬‬

                                                  ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

  ‫قال لنفسه ينبهها‪ ،‬كسل قطة صاحية لتوها من‬              ‫مثل بز نافر مبه ًجا‪ .‬تضفر شعرها على طراز‬
                      ‫نعاس تبحث عن ما تلعق‪.‬‬            ‫أفريقي‪ .‬ضفائر طوال مرسلة‪ ..‬جلست قبالته‪.‬‬
                                                       ‫جلسا قبالته‪ .‬تفصل بينه وبينهما بضعة أمتار‬
‫أو لعلها ‪-‬فكر‪ -‬قد انتهت لتوها من تحت صديقها‬       ‫قلائل‪ .‬ترتدي فستا ًنا قصي ًرا ضي ًقا‪ .‬جلست ومدت‬
 ‫بعد أن ركبها؟ لكن ‪-‬قال‪ -‬أعتقد أنها التي تركبه‬
                                                                     ‫ساقيها أمامها‪ ،‬كأنها تتأملهما‪.‬‬
                         ‫ركوبة عزيزة مقتدرة‪.‬‬       ‫بينهما طاولة كبيرة واطئة‪ .‬ارجعت هي مقعدها إلى‬
   ‫كاد أن يضحك وضبط نفسه يبتسم‪ .‬وضبطها‬              ‫الوراء فزيقت أرجل المقعد على البلاط فالتفتت هي‬
 ‫تنظر إليه بعينين متسائلتين؛ بهما فضول خفيف‬
                                                      ‫وعلى وجهها شبه اعتذار صامت‪ .‬رمقته بعينين‬
      ‫‪-‬أو لعله عتاب؟‪ -‬لأنه لم يشركها ابتسامته‬               ‫مكحلتين تحت حاجبين أسودين ثقيلين‪.‬‬
                                       ‫وسره؟‬
                                                    ‫شبه معتذرة وشبه مبتسمة بعد أن فاجأه صوت‬
                   ‫***‬                                                     ‫أرجل المقعد على البلاط‪.‬‬

                     ‫عصرية طرية‪ .‬المقهى ليس‬           ‫خفق شيء داخله يتذكره لكن لم يعد يخفق من‬
                       ‫به سواهم‪ .‬ثلاثتهم‪ .‬أقبل‬       ‫زمن بعيد‪ .‬يتأمل الساقين‪ ،‬لا تبتعدان عنه سوى‬
                    ‫الجارسون متثاق ًل‪ ،‬فضيقت‬      ‫أقل من مترين‪ .‬ساقان سمراوتان أنيقتان طويلتان‪.‬‬
                      ‫ما بين ساقيها وضمتهما‬       ‫حينما رفع عينيه إلى وجهها‪ ،‬وجدها تتأمله بهدوء‪.‬‬
                                                  ‫رد فعله الأول السريع‪ ،‬الازورار بوجهه عنها‪ .‬شعر‬
                            ‫إلى بعضهما تحمي‬       ‫بالخجل لأنها ضبطته يتمعن في ساقيها‪ .‬قال لنفسه‬
                              ‫فرجها‪ ..‬وضعت‬
                               ‫فوقهما إيشار ًبا‬                  ‫سوف تغير مكانها‪ ،‬أو تلم ساقيها‪.‬‬
                                                      ‫للحظات بدت كما لو كانت تريد أن تلم ساقيها‬
                             ‫خفي ًفا كانت تعقده‬     ‫إليها‪ .‬لكنها ابقتهما في مكانهما‪ .‬بل وضعت سا ًقا‬
                          ‫على يد حقيبتها متدليًا‬  ‫على أخرى فبان جزء صغير لكن ليس صغي ًرا ج ًّدا‪.‬‬
                                                      ‫صغير بما يكفي ان يثير الفضول‪ ،‬وصغير بما‬
                             ‫ذيل فرس‪ .‬لم يغط‬      ‫يكفي أن لا يثير الشهوة أو النفور‪ .‬يظهر مبتدأه من‬
                            ‫الإيشارب ضوءهما‬        ‫فوق الركبة‪ ..‬لون بشرتها هناك فاتح ‪-‬كأنه عسل‬
                                                    ‫نحل صاف‪ -‬أكثر من لون بشرة الساقين‪ .‬مالت‬
                                  ‫ولونهما‪ ،‬بل‬       ‫على صديقها وأسرت شيئًا في أذنه حاضنة وجهه‬
                             ‫ورائحتهما المنبعثة‬      ‫بكفها‪ ،‬مائلة قلي ًل بجسدها تجاهه‪ .‬بانت تكويرة‬
                                                   ‫القوس الممتد من أول الفخذ حتى الخصر‪ ..‬نصف‬
                                        ‫منهما‪.‬‬      ‫دائرة متأنية بنصف قوس مشدود محددة نصف‬
                               ‫قال لنفسه لعلي‬      ‫ردف‪ .‬تغطي فضلة القماش تكويرة القوس المرتبط‬
                           ‫أهلوس‪ ..‬لكني واثق‬         ‫بنصف الفخذ الأنثوي المختلف لون لبن قهوته‪..‬‬
                                ‫من أن لساقيها‬         ‫كاد أن يرى الفجوة العميقة البعيدة عن متناول‬
                          ‫رائحة ياسمين بلدي‪.‬‬       ‫عينيه يملؤها نسيج الفستان القطني‪ ،‬الموصلة بين‬
                               ‫الإيشارب حفظ‬       ‫منتهى الفخذين كأنه فرجها المسمر اللون‪ ..‬أو خيل‬
                                ‫أسرارها تحته‪.‬‬        ‫له أنه يراه‪ .‬فرجها يلتصق به حز الكيلوت فيكاد‬
                          ‫تصادف أن زهرة في‬
                       ‫الإيشارب رقدت متفتحة‬                                    ‫يوجع قلبه العجوز‪.‬‬
                       ‫تكاد تلامس المنطقة التي‬                     ‫فالنور الخافت في المقهى يلاعبه‪.‬‬
                     ‫أغلقت فيها على فرجها بين‬                    ‫يكاد بالكاد أن يرى ما يظنه رائيه‪.‬‬
                 ‫ساقيها وفخذيها‪ .‬هكذا بدت له‬       ‫استردت وضعها السابق بكسل‪ .‬إنه جسد كسول‪،‬‬
                 ‫الرؤيا‪ .‬ضوء خافت يقوى ببطء‬
                    ‫تدريجيًّا ينبعث من ساقيها‪.‬‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75