Page 229 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
        P. 229
     227           الملف الثقـافي
أوليفييه روي  فرانسوا هولاند  مانويل فالس                      أنه ينتمي إلى الأقلية ،سواء في
                                                              حكومته أو بين الجمهور« .جيل
إنشاؤها في ظل حكومة فالس      مفهوم الإسلام الفرنسي الذي      كيبيل» ،أحد العلماء الذين يعتمد
    ويرأسها الوزير السابق     أوجدته الدولة بمثابة استمرار     عليهم ماكرون للتشاور بشأن
      جان بيير شيفينمنت-      للسياسات التي يرونها أدوات
    مسؤولة عن تمويل دور       استيعاب تخنق التعبير الديني.     الإسلام ،هو عضو في «الربيع
                               يدعو حكيم القروي -الزميل          الجمهوري» ،وهي مجموعة
العبادة وتدريب الأئمة ودفع
  رواتبهم .وبحسب القروي           في معهد مونتين للأبحاث       من المثقفين والصحفيين الذين
 «يجب على الدولة أن تسمح          وأحد الخبراء الذي يعتزم         يقدمون ،من اليسار ،أجندة
                                                                تتماشى مع آراء فالس .وف ًقا
بظهور إسلام فرنسي ،لا أن            ماكرون التشاور معه-          لمسح أُجري منذ عدة أشهر،
تخلقه بنفسها» .إنه يثني على      بأساليب تربوية إلى «تمرد
هدف ماكرون لإبعاد الإسلام                                       اعتبر  43بالمائة من الجمهور
 الفرنسي عن العالم العربي،         ثقافي مضاد» للمسلمين           أن الإسلام «لا يتوافق مع
                                 المدمجين ضد أولئك الذين
   ويعتقد أنه يجب أن يذهب        يكشفون عن عقيدتهم .على         قيم الجمهورية» .هذا أقل من
    أبعد من ذلك« :أقترح أن    وجه الخصوص ،يقترح إنشاء         نسبة الـ  56في المائة لمسح عام
 ننقل المسؤولية إلى المسلمين       «إمام فرنسا الأكبر» على
 الفرنسيين الذين لا مصلحة        غرار الحاخام الأكبر ،الذي      ،2016لكنه لا يزال دلي ًل على
 لهم سوى مصلحة فرنسا»،            يتمتع بسلطة أخلاقية على       مدى الانقسام حول الإسلام،
                               العبادة اليهودية ويمثلها أمام     مما يعقد أي محاولة إضفاء
      كما قال لي ،في إشارة      السلطة السياسية .ويوصي        الطابع المؤسسي أو إدارة الدين
    إلى أولئك الذين يسميهم                                     بطريقة مستساغة سياسيًّا ولا
«المسلمون الصامتون» ،أفراد          أي ًضا بأن تكون جمعية
من الطبقة الوسطى والنخبة.       منفصلة -جنبًا إلى جنب مع             تنفر المسلمين أنفسهم.
   لكن هذا قد لا يكون بهذه    «المؤسسة الإسلامية» ،التي تم      هذا يثير مسألة الشرعية؛ في
                                                              حين أن تصاعد المشاعر المعادية
                                                                للمسلمين الذي أعقب هجمات
                                                                2016 ،2015قد انحسر الآن
                                                                بشكل كبير ،يقول العديد من
                                                                   المسلمين إن هذا التحيز لا
                                                                 يزال منتش ًرا على الصعيدين
                                                                      الاجتماعي والقانوني.
                                                              ويستشهدون ،على سبيل المثال،
                                                              بقانون صدر عام  2004يحظر
                                                                   الرموز الدينية في المدارس
                                                                   العامة (بما في ذلك رموز
                                                               الأديان الأخرى غير الإسلام)،
                                                              وحظر عام  2010على الحجاب
                                                              الكامل للوجه في الأماكن العامة،
                                                                   واعتبا ًرا من يناير ،2018
                                                                 حظر ارتداء الملابس الدينية
                                                                في الجمعية الوطنية .بالنسبة
                                                                   لبعض المسلمين ،قد يبدو





