Page 228 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 228

‫العـدد ‪25‬‬           ‫‪226‬‬

                                                                ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬     ‫عمل في الفترة من ‪ 1997‬إلى‬
                                                                            ‫‪ 2014‬كخبير داخلي في شؤون‬
 ‫دون انتهاك الحياد‪ ،‬بموجب‬     ‫وأضاف أن بعض أخطر الأئمة‬                      ‫الإسلام بوزارة الداخلية‪« :‬دخل‬
     ‫قانون ‪ .1905‬مع ذلك‪،‬‬        ‫فرنسيون ويتحدثون باللغة‬                     ‫ماكرون منصبه في عام ‪،2015‬‬
                                               ‫الفرنسية‪.‬‬
   ‫دفع الهجوم الأخير بعض‬          ‫تتحدى الدروس المستقاة‬                       ‫في أعقاب الهجمات الإرهابية‬
   ‫السياسيين المعارضين إلى‬       ‫من الإرهاب الأخير الفكرة‬                        ‫الأخيرة»‪« .‬بالنسبة للرأي‬
   ‫المطالبة بـ»حظر السلفية»‪.‬‬   ‫القائلة بأن الإسلام الفرنسي‬
 ‫الأمور التي يمكن أن تترتب‬     ‫المعتدل بطبيعته ‪-‬إذا كان من‬                   ‫العام الفرنسي‪ ،‬يجب أن يكون‬
    ‫على ذلك ليست واضحة‪،‬‬         ‫الممكن حتى إنشاء واحد من‬                      ‫تنظيم الإسلام مسألة أمنية»‬
 ‫وليس واض ًحا أي ًضا إمكانية‬    ‫أعلى‪ -‬يمكن أن يكون بمثابة‬                      ‫وتهدئة المخاوف أمر يشغل‬
                                ‫حصن ضد التطرف‪ .‬اشتبك‬                          ‫الأمة‪ .‬لكن بشكل ملموس‪ ،‬لا‬
      ‫تنفيذ ذلك من الناحية‬         ‫الأكاديميون الفرنسيون‬                      ‫نعرف ماذا يعني ذلك‪ .‬تتمثل‬
   ‫القانونية‪ ،‬ناهيك عن مدى‬        ‫حول دوافع التطرف‪ ،‬لكن‬                       ‫إحدى خطط ماكرون في قطع‬
                                  ‫هناك أدلة مهمة تشير إلى‬                   ‫التمويل الأجنبي من أجل فصل‬
     ‫فعاليته كإجراء لمكافحة‬       ‫نغماتهم غير الدينية‪ .‬هذا‬                   ‫المنظمات الإسلامية في فرنسا‬
    ‫الإرهاب‪ .‬يعتبر روي أن‬         ‫لا يعني أن الإسلام ليس‬                       ‫عن البلدان الأخرى‪ .‬مقترح‬
 ‫تركيز الحكومة الدؤوب على‬         ‫له دور في انتشار الأفكار‬                    ‫آخر يركز على تدريب الأئمة‪.‬‬
‫الدين هو تركيز «أيديولوجي»‬      ‫المتطرفة‪ .‬لكن الشبان الذين‬                  ‫في حين أن الحكومات السابقة‪،‬‬
     ‫‪-‬نتاج لعلمانية متشددة‬                                                     ‫مثل حكومة فرانسوا‪ ،‬كانت‬
   ‫بشكل متزايد يختفي فيها‬     ‫يقفون وراء المذابح في باريس‬
   ‫الدين‪ ،‬والإسلام على وجه‬      ‫أو نيس ليسوا من المسلمين‬                        ‫تنظر إلى حلفاء مثل المغرب‬
    ‫الخصوص‪ -‬من الفضاء‬               ‫الأتقياء الذين يرتادون‬                       ‫‪»-‬إسلام نعرفه» كما قال‬
     ‫العام‪ .‬كانت هذه النزعة‬      ‫المساجد بانتظام‪ ،‬رغم أنهم‬                  ‫جودار‪ -‬اقترح ماكرون تدريب‬
 ‫الرجعية بارزة بشكل خاص‬          ‫قتلوا باسم الدين‪ .‬بل يميل‬                      ‫الأئمة في المنزل‪ .‬تمشيًا مع‬
   ‫في عهد الرئيس فرانسوا‪،‬‬       ‫المهاجمون إلى امتلاك تاريخ‬                  ‫العلمانية‪ ،‬سيكون التدريب على‬
 ‫الذي استغل رئيس وزرائه‪،‬‬        ‫من الجرائم الصغيرة‪ ،‬حيث‬                     ‫القيم الثقافية‪ ،‬وليس النصوص‬
   ‫«مانويل فالس»‪ ،‬الهجمات‬        ‫يقضون فترات قصيرة في‬                          ‫الدينية‪ ،‬من أجل رعاية جيل‬
‫الإرهابية لدفع أجندة معادية‬      ‫السجن‪ ،‬ويتعرضون غالبًا‬                     ‫من الأئمة «صنعوا في فرنسا»‪.‬‬
  ‫للدين باسم الأمن‪ ،‬لا سيما‬       ‫للأيديولوجيات المتطرفة‪.‬‬                     ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن فرض برنامج‬
‫مع محاولته عام ‪ 2016‬لحظر‬                                                     ‫تدريب وطني لمحاربة التطرف‬
     ‫ارتداء البوركيني(‪ )2‬على‬  ‫يتطرف آخرون على الإنترنت‪،‬‬                           ‫يفترض مسب ًقا أن الأئمة‬
                                     ‫حيث يزدهر المجندون‬                      ‫الذين ينشرون الكراهية هم في‬
                ‫الشواطئ‪.‬‬                                                      ‫الحقيقة أجانب‪ .‬ليس هذا هو‬
  ‫مانويل فالس‪ ،‬الذي وصف‬         ‫لجماعات مثل تنظيم الدولة‬                      ‫الحال؛ فقد اكتسبت التيارات‬
                                  ‫الإسلامية‪ .‬قال روي‪« :‬إن‬                     ‫مثل السلفية زخ ًما في فرنسا‪.‬‬
        ‫الإسلام مؤخ ًرا بأنه‬    ‫الفكرة القائلة بأنه إذا اعتنق‬                 ‫قال جودار‪« :‬من غير المنطقي‬
   ‫«مشكلة» بالنسبة لفرنسا‪،‬‬    ‫جميع الأئمة في فرنسا إسلا ًما‬                  ‫أن نقول إن ذلك بسبب إسلام‬
   ‫ليس صو ًتا هامشيًّا‪ .‬وعلى‬                                                 ‫يأتي من المغرب العربي أو من‬
 ‫الرغم من أن ماكرون حاول‬            ‫معتد ًل فلن يكون هناك‬                     ‫أي مكان آخر»‪« .‬نحن بحاجة‬
    ‫تهدئة الجدل الدائر حول‬      ‫المزيد من الإرهاب هي فكرة‬                       ‫إلى الاعتراف بأنه يوجد في‬
 ‫العلمانية والإسلام ‪-‬محذ ًرا‬                                                 ‫فرنسا إسلام سلفي فرنسي»‪.‬‬
                                  ‫سخيفة وغير ذات صلة»‪،‬‬
     ‫من «تطرف العلمانية»‪،‬‬      ‫مضي ًفا أن فرنسا لا تستطيع‬
 ‫والذي اعتبره البعض إشارة‬       ‫‪-‬دستور ًّيا‪ -‬استبدال الأئمة‬

     ‫مستترة لرئيس الوزراء‬        ‫السلفيين بأئمة «معتدلين»‬
‫السابق وأتباعه العديدين‪ -‬إلا‬
   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233