Page 223 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 223

‫‪221‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫في فرنسا‪ ،‬ومن ‪ 6‬شهور‬               ‫دين وكنيسة وحق إلهي‬          ‫هذا العداء وهذا التوافق في‬
 ‫سجن إلى ‪ 6‬سنين‪ ،‬لا فارق‬          ‫للملوك‪ ،‬عصور مظلمة لأكثر‬           ‫العداء الأزلي لليهود! فقد‬

    ‫بين معاداة السامية وأي‬           ‫من الف عام‪ ،-‬محاولات‬         ‫فتح هذا الإرهابي‪ ،‬الفرنسي‬
 ‫جريمة عنصرية أخرى ضد‬                ‫للخروج بطولية دفع فيها‬      ‫الجزائري‪ ،‬النار وقت خروج‬
‫المسلمين أو العرب أو السود‬          ‫الدم في موجات من التمرد‬      ‫طلاب مدرسة يهودية‪ ،‬ليست‬
‫أو الهنود‪ ،‬واحدة من أكاذيبنا‬       ‫الصريح أو المستتر في تيار‬      ‫لها علاقة بالتأكيد بالرسوم‬
 ‫الشرقية الكبرى أن القانون‬         ‫الأنسنة‪ ،‬النهضة‪ ،‬الإصلاح‬      ‫المهينة‪ ،‬فقتل منهم ‪ 7‬بينهم ‪3‬‬
                                     ‫من القرن الرابع عشر إلى‬   ‫أطفال‪ .‬وسيتكرر ذلك في ذروة‬
      ‫لا يحمي إلا الساميين‬         ‫السادس عشر‪ .‬عصر العقل‬
   ‫أي اليهود وفقط‪ .‬الحقيقة‬         ‫السابع عشر‪ .‬عصر الأنوار‬         ‫العمليات الإرهابية في آخر‬
   ‫هي أنكم فقط تجهلون أو‬           ‫الثامن عشر‪ .‬عصر الثورات‬     ‫‪ 2015‬مع آمدي كوليبالي الذي‬
                                 ‫والدساتير والمواثيق ومفاهيم‬
                 ‫تكذبون‪.‬‬             ‫حقوق الإنسان والمواطنة‬      ‫سيقتل «كوشير» داخل محل‬
 ‫حرية التعبير التي تقف عن‬          ‫القرن التاسع عشر‪ ،‬ثم ردة‬      ‫يهودي‪ ،‬ويأخذ الرواد رهائن‬
  ‫التحريض على الجريمة أو‬            ‫لوحل القوميات العنصرية‬       ‫حتى أسقطته الشرطة قتي ًل‪.‬‬
  ‫إنكار الجريمة أو تبريرها‪،‬‬                                     ‫فمن العبث اليوم تصوير عداء‬
                                       ‫والشفونية الاستعلائية‬    ‫الإسلام السياسي الفاشستي‬
    ‫انكار الهلوكوست‪ ،‬إنكار‬           ‫وجحيم النازية والفاشية‬       ‫على أنه ضد رسوم‪ ،‬وينتهي‬
    ‫التطهير العرقي‪ :‬الأرمن‪.‬‬        ‫والفرنكية في النصف الأول‬     ‫بانتهائه‪ ،‬فهو أو ًل ضد الدولة‬
     ‫حرية التعبير تقف عند‬             ‫من القرن العشرين‪ ..‬ثم‬
‫المساس بكرامة الأفراد –سب‬        ‫النهوض من الكبوة مع ضمان‬          ‫الكافرة‪ ،‬العالم كله بما فيه‬
‫وقذف‪ -‬أو إهانتهم عندما لا‬          ‫عدم السقوط مرة ثانية‪ ،‬في‬    ‫العالم العربي الإسلامي الذي لا‬
‫يكونون في مناصب سياسية‬              ‫هيئة أمم‪ ،‬واتحاد أوروبي‬
    ‫أو شخصيات عامة دون‬             ‫وفي قوانين حقوق الإنسان‬      ‫يطبق شرع الله حسب تصور‬
     ‫أن يتجاوز عائلاتهم أو‬                                      ‫شيخ المرحلة لهذه الجماعة أو‬
‫انتماءاتهم الدينية أو العرقية‬          ‫والمواطنة مع ضمانات‬      ‫تلك‪ ،‬ضد قيم الحرية والعيش‬
                                    ‫دستورية لعدم السقوط في‬        ‫المشترك‪ ،‬ضد السامية‪ ،‬ضد‬
               ‫أو جنسهم‪.‬‬         ‫عنصريات ضد فئة من البشر‬       ‫المسيحية‪ ،‬ضد المسلم العلماني‪،‬‬
     ‫وأشياء أخرى يحظرها‬          ‫لأجل دينهم أو عرقهم أو لون‬
     ‫القانون وفق الدساتير‬            ‫بشرتهم‪ ..‬مع التأكيد على‬      ‫ضد الحضارة‪ ،‬ضد الحياة‪.‬‬
  ‫التي قبلها الشعب وأعطاها‬       ‫قيم العلمانية الضامنة للعيش‬     ‫ولكن يبدو ان الرسوم ‪-‬التي‬
                                    ‫المشترك‪ ،‬مع الأصل الأول‬      ‫بدأت بالدانمرك‪ -‬هي الحدث‬
                 ‫سلطانها‪.‬‬            ‫الذي قامت عليه الدساتير‬    ‫الذي سيفجر مخزون الكراهية‬
 ‫في كل هذا تبقى كل الأفكار‬
‫مباحة أو مستباحة إن أردنا‪،‬‬           ‫وهو التأكيد على الحقوق‬           ‫للغرب وجمع الشعوب‬
‫فهي ليست مل ًكا لأحد بل هي‬            ‫الطبيعية وحرية التعبير‪.‬‬     ‫الإسلامية حول قضية‪ .‬هذه‬
  ‫وجهات نظر يكون الموقف‬               ‫حرية التعبير التي تقف‬
‫منها شخصيًّا‪ ،‬يقدس بعضها‬            ‫عند العنصرية التي تنتهي‬          ‫الرسوم أشعرت البعض‬
  ‫َمن يقدس‪ ،‬ويراها سخيفة‬         ‫بالمحرقة النازية –ضد السامية‬  ‫بالحرج بين العلمانيين أنفسهم‪،‬‬
                                      ‫وكل أشكال العنصريات‬      ‫في حين وحدت العالم الإسلامي‬
   ‫وهذيا ًنا سقي ًما َمن يراها‪،‬‬    ‫بنفس القدر وذات العقوبة–‬
‫ولا يهتم بها َمن لا يهتم‪ .‬وما‬     ‫من ‪ 750‬يوروا إلى ‪75000‬‬              ‫ليسترد كرامته المهدرة‪.‬‬
‫الدين إلا مجموعة من العقائد‬                                         ‫الغرب له قيمه النابعة من‬
                                                                    ‫طبيعة هذه الشعوب التي‬
   ‫والاعتقادات والتصورات‬                                            ‫تشكلت عبر تاريخ طويل‬
    ‫والرؤى‪ ..‬وهذه جميعها‬                                             ‫‪-‬عاش دين مسيطر على‬
                                                                  ‫الإنسان حد العبودية لرجل‬
   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228