Page 219 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 219
217 الملف الثقـافي
ليونل جوسبان دانيال ميتران فرنسوا كافانا دعائي صريح ،وفي الوقت
نفسه رفض منع الطالبات من
لقبول التنوع ،والخصوصية وحقها ،والمسلمين والتمييز الحضور بزي ديني صريح،
الثقافية. ضدهم ،فبعد التهميش والفقر خو ًفا من الإقصاء الذي يهدم
المشترك العام القائم على عدم
ثم قامت جماعة إسلامية يريدون أن يخرجوا أطفالنا
متشددة تدعى «صوت من المدارس حتى يبقوا علينا التمييز .وكأن القوانين التي
الإسلام» للدعوة للحشد في الدرك الأسفل من المجتمع، وضعت لضمان عدم تمييز
الدولة بين المواطنين لم تأخذ
في مظاهرات عامة ،وعادت أو يقمعوننا ثقافيًّا ودينيًّا بعين الحسبان مواجهة بعض
للواجهة قضية الحجاب فلا نشبه شيئًا ..وتوالت المواطنين في رغبتهم في التمايز
مرة أخرى لتصير حديث الشعارات التي تصنع واق ًعا عن الآخرين إلى حد الانفصال،
الساعة ،وزادت الحركة منفص ًل عن الواقع .واق ًعا لا حتى وصلنا إلى ما اسماه
زخ ًما باسم الحريات وحق أصل له في الواقع. ماكرون «الانفصالية».
المرأة ومناهضة العنصرية، وكثرت القضايا في المحاكم لم يكن هذا موج ًها فقط ضد
فشعر الإسلاميون بقوتهم ضد المدرسة ومديرها ووزارة المسلمين ،بل في المدرسة نفسها
أكثر وأكثر ،ووجدوا في هذه بدأ طلاب من اليهود يتغيبون
قضيتهم ،كما كانت قضية التربية ووزيرها ،واتهام تدريجيًّا عن حضور الدروس
الحجاب سياسية في مصر الدولة بالعنصرية والعداء يوم الجمعة مسا ًء والسبت
وأحسن الإخوان توظيفها، صبا ًحا ،وصار الجو العام بين
حصان طروادة الذي يخترق للإسلام والمسلمين. الطلاب مشحو ًنا بشكل غير
وزاد الطينة بلة حديث
المسلمين أولا فيعزلهم لـ»دانيال ميتران» في لقاء مقبول.
ليصيروا جيش الإسلام صحفي في 4نوفمبر 1989 نجحت إدارة المدرسة في عمل
السياسي ،الذي سيظهر تؤيد فيه حق الطالبتين في
أنيابه يوم يستشعر حلول حضور دروسهما ،وأن اتفاق بين الطالبتين وأولياء
يتسع صدر الجمهورية أمورهما من جانب؛ وإدارة
المدرسة من جانب آخر على
عودتهما ،ولكن بشرط خلع
الحجاب داخل الفصل ،أي أن
يذهبا إلى المدرسة بالحجاب
ولكن حضور الدرس بغير
حجاب .وبالفعل عادتا في 9
أكتوبر .1989
ولكن شهرة القضية كانت
فرصة لجمعيات مثل إس أو
إس عنصرية ،ويسار يبحث
عن قضية ،ودخلت على الخط
شخصيات إسلامية معروفة
بميولها السلفية فتعيد إشعال
القضية وتقديمها على أنها
قضية عنصرية ضد المرأة