Page 215 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 215
213 الملف الثقـافي
السامية ،وتجعل صاحبها ترامب مقابل معسكر بايدن لهذا العبء الحضاري ،بل
يؤمن بالفكرة كحقيقة في أمريكا .فكان الاختيار ومواجهة احتمالية الغرق
ثابتة ،ولا يستطيع أن بين إعادة انتخاب ترامب في ثقافة لا تقبل الاندماج،
يتفهم كيف عجز الآخر مرة أخرى كرسالة تأييد وترفض النهج العقلاني
المختلف عن التعامل لتوجهات ماكرون وموقفه
تجاه الانفصالية والعنف المدني في الحياة .هكذا
معها بنفس الكيفية ،فيما الإسلامي في فرنسا تصاعد تطرف اليمين الغربي
هي بالنسبة له واضحة وأوروبا ،وبين اختيار
كمنافس سياسي لتيارات
وضوح الشمس .هذه بايدن الليبرالي الديمقراطي، اليسار والوسط ،وأخذ
الأحكام الأخلاقية بإمكانها لعله ينجح في إرجاع دفة
الحداثة الإنسانية إلى اليسار نفسه ينحو نح ًوا أكثر
أن تنطبق على كل موقف الانفتاح وقبول الآخر، يمينية ،وأصبح التصدي
في أي زمان ومكان، وإعلاء رايات قبول التنوع للإسلاميين والمهاجرين
والمختلفين ثقافيًّا وكل
فالذي يملك هذه القناعة الثقافي ،بالرغم من تحديات المنادين بالعودة إلى الفكر
يعتقد أنها دائ ًما حقيقية الإرهاب ،وتخوف الكثيرين
الانعزالي هو جزء من برنامج
وراسخة. من تصاعد المد الإسلامي انتخابي مقبول ،بل وأصبح
“القتل” -على سبيل والتطرف الذي يصاحبه، مجا ًل للمزايدة السياسية
المثال -ليس موق ًفا فكر ًّيا والقلق من العودة لمجتمع لدى القادة الغربيين من
أو فع ًل يمكن قبوله يواجه الجهتين ،فمعسكر ماكرون
بالتنديد والإدانة والرفض الصوابية السياسية مقابل معسكر أردوجان
من قبل الجميع ،لكنه في الذي يفرض على الآمنين وربما أنجيلا ميركل في
سياق معين -كحالات التعايش مع هذه التهديدات، أوروبا ،وكذلك معسكر
الإجهاض مث ًل -يصبح بالترسيخ لبيئة تعلي من
الحكم عليه أكثر تعقي ًدا، قيمة المشاعر على الحقائق،
ففي حالة الإجهاض ومن ذوقيات الخطاب على
تتداخل مسألة الحق في
الحياة مع مسألة حق أمن الوطن والمواطن.
المرأة في اتخاذ قرار بشأن إن توحد الشخص مع
جسدها ،مع رأي العلم فكرة ما أو مع شخص ما،
فيما يتعلق بتوقيت إنهاء سببه الرئيسي هو فشله
الحمل وتكوين الجنين ،مع في تقييم الأفكار باعتبارها
رأي الدين في متى تدب وجهة نظر أو مجرد رأي،
الروح في الجنين .هذا مثال فعندما تكتسب الفكرة
رغم صعوبته إلا أن التأمل «قناعة أخلاقية” يؤدي ذلك
فيه بموضوعية قد يحملك بالتأكيد إلى حدة في ردود
على الأقل لسماع رأي الأفعال قد تصل أحيا ًنا إلى
مخالف والاقتناع به أو درجة العنف والإرهاب.
رفضه .مثال آخر قد يكون القناعات الأخلاقية هي نوع
أقل تعقي ًدا ،أو هكذا أظن، من الإيمان لا يقبل المجادلة
هو حق الفنان في رسم أو النقد ،يرى مخالفيه
لوحة ساخرة من كتاب أو معادين للحق الإلهي والقيم