Page 217 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 217
215 الملف الثقـافي
باراك أوباما أنجيلا ميركيل جوزيف بايدن مسيحية في خطاب فوزه يوم
٧نوفمبر.
هي أي ًضا قناعة مغلفة سيحقق تواز ًنا مطلو ًبا بين
بنص وتراث وخطاب احتياج العالم للتعامل مع ولتوضيح القصد حاول
مقدس يصعب معه النظر أزمة الإسلام من وجهة أن تتخيل ترامب في نفس
بموضوعية لأمور تبدو في نظر الغرب ،الذي يريد الموقف ..لن يحدث ،فترامب
منتهى البساطة لإنسان أن يحافظ على مكاسب بقناعته الأخلاقية لا يمكن
خارج قيود هذه النظرة إلا أن يرى ش ًّرا في كل من
الثابتة «المقدسة» ،فكيف التقدم الحضاري الإنساني يخالف هذه الرؤى ،فهو
تتساوى درجة الخطأ عبر تراكماته التاريخية، لن يداهن -حسب قناعته-
بين الرسم الكرتوني وبين إصرار أغلب العالم المسلمين ،أو يحاول كسب
والقتل؟ ولكن بالنسبة الإسلامي على العيش تعاطفهم معه ،بل إنه لم
للقناعة الدينية المعادلة بمفاهيم وأفكار القرون يحاول استعطاف السود
سهلة ومحلولة ومفسرة الثلاث الأولى للرسالة واللاتينيين ،بل راهن على
حتى عند الإنسان الذي المحمدية .هذه الأزمة تأييد كل من له نظرة تعصب
يعتبر نفسه وسطيًّا وغير تجاه المهاجرين والمسلمين
متعصب .هذا هو الفرق بالأساس هي أزمة تسبب
بين «القناعة الأخلاقية” فيها تبني قناعات أخلاقية والأقليات ،أو على الأقل
وبين تبني رؤية أو فكرة في مواقف تستدعي تبني كل من لا يضع مشكلة
ما ،أما تسميتها أزمة العنصرية في أولويات فكره،
إسلام أم مسلمين فهذا قناعات فكرية. وهو بصدد اتخاذ قرار تأييد
القناعة الأخلاقية عند العالم
موضوع مقال آخر أي مرشح.
الإسلامي تمثل معضلة عندما ترك أوباما البيت
أكبر بكثير من مثيلاتها الأبيض في نهاية حكمه اتصل
في العالم الغربي ،فالقناعة بميركل المستشارة الألمانية
الأخلاقية عند المسلمين ليقول لها :إني أشعر بالحزن
لأني تركتك تصارعين
القوى اليمينية المتعصبة
بمفردك .عودة بايدن ليست
بالضرورة عودة أوباما ،أو
عودة لسياسات الصوابية
السياسية ومداهنة الإسلام
السياسي ،أو حتى الإرهاب
الإسلامي ،وإطلاق أسماء
أخرى عليه للحفاظ على
مشاعر المسلمين ،ولكنها
عودة للحكم العقلاني على
الأمور ،ومحاولة للحد من
تدهور العالم ووصوله إلى
مواجهة حضارية بين الغرب
والإسلام .بل إن وجوده