Page 222 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 222

‫العـدد ‪25‬‬                   ‫‪220‬‬

                                                                ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

    ‫وجدوا في مواقع مختلفة‬                   ‫صموئيل باتي‬                     ‫آمدي كوليبالي‬  ‫ثيو فان جوخ‬
    ‫من أوروبا مقا ًرا وقواعد‬
                               ‫بلدانهم الإسلامية‪ ،‬يستقبلهم‬                             ‫الدم بـ»الله اكبر»‪.‬‬
       ‫استراتيجية ليقوموا‬          ‫الغرب كلاجئين‪ ،‬بصرف‬                        ‫أكثر من ربع قرن من الغفلة‪،‬‬
     ‫بعملياتهم الإجرامية في‬
  ‫بلدانهم الأصلية‪ ،‬ولم ينتبه‬   ‫النظر عن سر التضييق عليهم‬                          ‫من عدم النظر في جهات‬
  ‫الغرب أن العمليات القادمة‬       ‫في بلدانهم‪ ،‬منحهم الأمان‬                   ‫تمويل مشبوهة‪ ،‬ومال خليجي‬
  ‫ستكون في دول مهجرهم‪.‬‬            ‫والمأوى والمال‪ ،‬ولولا قليل‬
    ‫يمكن أن نتكلم كما نشاء‬                                                     ‫قذر‪ ،‬ومد وهابي فاشستي‪،‬‬
   ‫عن تقصير الغرب عمو ًما‪،‬‬      ‫نساء وغلمان‪ ،‬يقيمون معهم‬                        ‫وإخواني «مافياوي»‪ ،‬كتب‬
    ‫وفرنسا وبلجيكا ولندن‬          ‫علاقات‪ ،‬وربما يدخرونهم‬                    ‫تمتدح الجهاد ضد الكفار وعدم‬
  ‫خصو ًصا –ثم دخلت ألمانيا‬          ‫لوقت حاجة عند انقلاب‬                     ‫مخالطتهم‪ ،‬الولاء والبراء‪ ،‬قتل‬
   ‫على الخط فصارت الأكثر‬             ‫الأنظمة القمعية المُهددة‬                  ‫المرتد‪ ،‬الطاعة العمياء لرجل‬
  ‫غفلة من الجميع‪ ،-‬في ترك‬                                                    ‫الدين‪ .‬أئمة مدفوعون من دول‬
 ‫هذه الجاليات لحالها وتحت‬      ‫بالزوال‪ ،‬فيعودون إلى بلدانهم‬                  ‫أجنبية (اكثر من ‪ 300‬إمام تم‬
    ‫رحمة أشد الناس تطر ًفا‬        ‫أبطا ًل وزعماء –صفقة مع‬                   ‫استيرادهم من العالم الإسلامي‬
 ‫وتنظي ًما من وهابية وسلفية‬       ‫الشيطان– حالة خومينة لم‬                     ‫في فرنسا عام ‪ 2019‬نصفهم‬
 ‫وإخوان مسلمين‪ ،‬يقتسمون‬              ‫نستوعب العبرة منها‪.‬‬                          ‫من تركيا)‪ ،‬وهم يعملون‬
   ‫الكعكة‪ ،‬قاعدة ضخمة من‬                                                        ‫لصالح دولهم التي تعينهم‬
     ‫ملايين المسلمين الذين‬       ‫أقول ولو صح هذا التصور‬                         ‫وتمنحهم الرواتب على قدر‬
 ‫صاروا مخزو ًنا استراتيجيًّا‬   ‫المؤامراتي أو لم يصح‪ ،‬أو أنه‬                 ‫إخلاصهم في عملهم التحريضي‬
      ‫من جنود وانتحاريين‬        ‫خلل في القانون المطبق وغير‬                     ‫ضد فرنسا ودعم لتركيا في‬
  ‫ينتظرون الإشارة لتحقيق‬       ‫الصالح في حالة الإسلاميين‪،‬‬
‫حلم الخلافة واستكمال الفتح‬      ‫على أساس أنهم مضطهدون‬                                         ‫قضاياها‪.‬‬
                                                                              ‫قدوم مشايخ من أشد الناس‬
                ‫بالإرهاب‪.‬‬          ‫سياسيًّا أو دينيًّا دون أن‬                 ‫إرها ًبا ووحشية ملفوظين في‬
                               ‫يكونوا على ذمة قضايا جنائية‬
     ‫شارلي إبدو‬
                                 ‫حقيقية‪ .‬فإنهم على أي حال‬
     ‫العمليات الإرهابية التي‬
   ‫نفذها مسلمون في أوروبا‬
 ‫وخارجها أقدم من الرسوم‬

    ‫الكاريكاتورية‪ ،‬يكفي أن‬
   ‫نتحدث عن العمليات التي‬
 ‫قام بها محمد مراح ‪،2012‬‬
    ‫والمدعو إرهابي الدراجة‬
‫البخارية‪ ،‬لأنه كان يفتح النار‬
 ‫عل الناس من دراجته ويفر‬
    ‫هار ًبا‪ .‬ومن العجيب‪ ،‬ولا‬
‫عجب‪ ،‬أن يكون الإسلاميون‬
 ‫بينهم وبين اليمين المتطرف‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227