Page 214 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 214
العـدد 25 212
يناير ٢٠٢1 أيمن عجمي
خلال الثلاثة قرون كان -ولم يزل -محور نظرة سيكلوجية لطبيعة ردود افعالنا
الماضية. تجاه المواقف والاشخاص
اهتمام العالم في الأيام
إن المواطن الغربي والأسابيع الماضية مرك ًزا
يشعر بنوع من أنواع بالأساس حول تصريحات
المسؤولية الأخلاقية تجاه
المهاجرين العرب والأفارقة ماكرون التي تشير إلى
والمسلمين ،بسبب تاريخ ضرورة إصلاح الفكر
استعماري طويل سلب الإسلامي المتطرف ،الذي
هذه البلاد خيراتها وكلفها تسبب في وضع الإسلام
تضحيات بشرية ومادية في أزمة ،وصنع حالة
من الانفصال الشعوري
كبيرة .هذا الشعور يعيشها المسلمون –تقريبًا-
-بالاضافة إلى التخوف من في كل مكان في العالم حاليًا.
الاتهام بالاستعلاء الثقافي هناك كذلك تركيز على ردود
أو الإسلاموفوبيا -يدفعه أفعال العالم الإسلامي
والغربي على حد سواء
إلى إعلاء قيم التسامح تجاه تصاعد الحوادث
والتعايش والدمج الثقافي، الإرهابية في أوروبا .ثم
جاءت الانتخابات الأمريكية
ولكن بعد فترة تحمل لتضيف -ضمن ما تحمله
طويلة بدأ الغرب يشعر من تعقيدات وصراعات-
أن المسؤولية التاريخية، اختبا ًرا حداثيًّا جدي ًدا
وحتى الشعور بالذنب، للتوجه الذي سيتبناه العالم
لا يمكن أن يعني تحملهم في التعامل مع هذه المواجهة
المحتملة بين مدنية الغرب
وجمود الفكر الإسلامي
الأصولي ،والذي يمثل
التيار الغالب حاليًا .فصعود
ترامب نفسه لرئاسة أكبر
دولة في العالم هو في حد
ذاته تج ٍّل لتصاعد اليمين
الشعبوي الذي يخاطب
عاطفة المواطن الغربي
العادي ،الذي ضاق ذر ًعا
بتحمل تبعات الإرهاب
والنزعة الانفصالية ،وحتى
مضايقات الشارع وفرض
نمط حياتي رجعي في بيئة
دفعت ثمنًا باه ًظا من أجل
التخلص من أنماط مشابهة