Page 209 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 209
207 الملف الثقـافي
فمصطلح (إسلامي) لا الذي نبت في الغرب أص ًل؛ الراسخة في عدم قدرتهم على
يعني أن غير المتصف به مع الانطباع السريع الذي تحديد موقفهم من العلاقة بين
ليس مسل ًما ،فنحن في تاريخ يخطر على الذهن أن العلماني الماضي والحاضر والمستقبل،
التراث والتاريخ الإسلامي
ليس بمسلم أو لا يعتبر ومن ثم عدم مراعاة الثوابت
القديم نجد أن كلمة أن الإسلام أحد الدعائم والمتغيرات ،وبالتالي لا يصل
(إسلامي) كأنها الرسالة، الرئيسية للمجتمع الذي
بالمعنى الحركي ،سواء كان يجمعنا م ًعا .هذه الألفاظ للعابد الفرق الحقيقي بين
ذلك في القضايا الفكرية أو العامة تعكس استقطا ًبا حا ًّدا الإلهي الملزم والبشري المرشد
في الجهاد التنظيمي نفسه. ينبغي تلافيه من البداية
إن كنا نرغب في الوصول من الموروث الإسلامي ،ثم
ففي الإطار الماركسي إلى صيغة توافقية تجمعنا تتسع الدائرة ليظهر الصدام
مث ًل :الطبقة العالمة يمكن على طاولة حوار هادئ،
أن تكون صاحبة مصلحة يصل بنا إلى شكل للحياة مع القوانين الوضعية
يضمن الأمن والاستمرار. ودساتير الدولة والموقف
في الاشتراكية ،ولكن وكما يقول د.محمد عمارة، من الحضارات الأخرى
الاشتراكي أو الشيوعي عندما يستخدم مصطلح ودول الجوار ،ثم التعامل
هو المنظم الذي يوجد في إسلامي وكاتب إسلامي مع الأقليات غير المسلمة،
حزب ،وبالتالي يكون هذا وتيار إسلامي ،هل هذا والتفاعل الحضاري في زمن
الحزب كتيبة طليعية لمن يعني أن من لا يصنف تحت العولمة؛ ثم -ومن جديد-
يتوجه هذا التوجه الفكري، هذا الشعار هو غير مسلم؟ مشكلة الحوار مع العلمانيين،
وأن وجود هذا الحزب لا هذا ما يثير شيئًا من القلق هذا الحوار الذي تعد أكبر
ينفي وجود أناس تتعاطف المشروع ،ولعله من المفيد معوقاته هو عدم حدوثه
مع الاشتراكية وتؤمن بها عن الأحاديث الأكاديمية من الأصل بشكل حضاري
كأصحاب مصلحة فيها، على هذا المستوى أن يقول لأسباب عدة ،لعل أهمها هو
ولكنهم ليسو هم بالذات الإنسان رأيه في هذه النقطة، الاختلاف على المفاهيم وعدم
اشتراكيين أو شيوعيين توحيد المصطلحات ،مما يجلب
المزيد من الخلط والبلبلة،
بالمعنى التنظيمي ،أي فيزداد احتمال التقاء التيارين
أصحاب الموقف الذي يحول
هذا الفكر إلى واقع تطبيقي. صعوبة.
إن مصطلحي تيار إسلامي
الإسلاميون هم أناس وآخر علماني يضعنان من
لهم موقف ،وإن جمهور البداية أمام ديني ولا ديني
الأمة هو مسلم ،والكثير (لا إسلامي) -ضد (الإسلام)
من المفكرين هم مسلمون نفسه .البعض يحب البدء بهذه
المصطلحات على هذا النحو
جيدون على مستوى لتحفيز الحضور ضد الطرف
الممارسات الشعائرية ،إذن الآخر من البداية ،وكان من
المقصود هنا :قضية النظام الممكن -إذا افترضنا حسن
الإسلامي كقضية جهادية النوايا -أن يستبدلها بالتيار
ونضالية( ،فالإسلامي) هو الديني والتيار المدني متجنبًا
الذي يريد أن يضع تصور الأحكام القيمية التي خرجت
هذا الخيار الفكري موضع من جذر تعريف العلمانية
التطبيق ،لذلك فإن تعبير
حسن حنفى