Page 204 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 204

‫العـدد ‪25‬‬           ‫‪202‬‬

                                                             ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬       ‫الإسلامية» قائ ًل إنه في‬
                                                                              ‫أحياء معينة‪ ،‬وكذلك على‬
   ‫ديموقراطية سياسية في‬          ‫السياسية في الغرب‪ ،‬عن‬                        ‫الإنترنت‪ ،‬تقوم جماعات‬
  ‫ظل مجتمع غير تعددي لا‬       ‫ضرورة ضم تيار الإسلام‬                        ‫مرتبطة بالإسلام الراديكالي‬
 ‫يؤمن بالمساواة في الحقوق‬    ‫السياسي ‪-‬أو بعض حركاته‬                         ‫بتعليم أبناء فرنسا كراهية‬
‫والحريات‪ ،‬ولا تكون الدولة‬                                                ‫الجمهورية‪ ،‬وتدعوهم إلى عدم‬
                                 ‫وأحزابه غير المتشددة‪-‬‬                       ‫احترام قوانينها‪ ،‬وأضاف‬
              ‫فيه علمانية‪.‬‬        ‫إلى الديموقراطيات ذات‬
‫والمحصلة أن حملة مكافحة‬       ‫الأغلبية المسلمة‪ ،‬وإمكانيات‬                       ‫مخاطبًا الغربيين‪« :‬ألا‬
                                 ‫مساهمة الإسلاميين في‬                       ‫تص ّدقونني؟ اقرأوا مجد ًدا‬
     ‫الانفصالية الإسلامية‬     ‫انتقال سلمي للسلطة داخل‬                      ‫الرسائل المتبادلة والدعوات‬
‫لحركات الإسلام السياسي‬        ‫ديموقراطيات بلادهم‪ .‬لكن‬                       ‫إلى الكراهية التي انتشرت‬
  ‫التي لا تتوافق مع الحرية‬       ‫منذ ‪ 2011‬وحتى تاريخ‬
                                 ‫مقال «ماكرون» تكشف‬                           ‫باسم إسلام مضلل على‬
     ‫والمساواة‪ ،‬لم تعد تقع‬   ‫الكثير حول حقيقة الممارسة‬                     ‫مواقع التواصل الاجتماعي‪،‬‬
   ‫على رأس أجندة تحديات‬           ‫الديموقراطية لحركات‬
   ‫الرئيس الفرنسي وحده‪،‬‬           ‫الإسلام السياسي‪ ،‬بما‬                       ‫وأدت في نهاية المطاف إلى‬
 ‫بل بدت كما لو كانت نغمة‬         ‫في ذلك ممارسات حزب‬                       ‫موت الأستاذ صامويل باتي‬
                              ‫«العدالة والتنمية» في تركيا‪،‬‬               ‫قبل أيام‪ ،‬زوروا الأحياء التي‬
     ‫أوروبية عامة تدعمها‬       ‫التي طالما مثلت لدى العقل‬                  ‫ترتدي فيها فتيات صغيرات‬
   ‫تصريحات ومشروعات‬            ‫السياسي الغربي نموذ ًجا‬
  ‫سياسية مختلفة تتصاعد‬           ‫لديموقراطية ذات أغلبية‬                        ‫أعمارهن ثلاث أو أربع‬
     ‫من جوانب المؤسسات‬       ‫مسلمة‪ ،‬قبل أن تتحول تركيا‬                   ‫سنوات النقاب ويتل ّقين تربية‬
    ‫السياسية‪ ،‬وعلى ألسنة‬        ‫تدريجيًّا إلى نظام الحزب‬                  ‫في ظل جو من الكراهية لقيم‬
                               ‫الواحد في ظل هيمنة حزب‬                     ‫فرنسا»‪ .‬أكد أي ًضا أن فرنسا‬
      ‫السياسيين الغربيين‬          ‫العدالة والتنمية بقيادة‬                  ‫تخوض معركة موازية ضد‬
‫والبرلمانات الأوربية باتساع‬  ‫«رجب أردوجان» على مقاليد‬
                                ‫الحكم ومؤسسات الدولة‬                         ‫الجهاديين على الإنترنت‪،‬‬
  ‫القارة‪ .‬ففي مارس ‪2019‬‬       ‫التركية‪ .‬اليوم بات واض ًحا‬                   ‫وأن ما تنوي محاربته ليس‬
‫استضاف الاتحاد الأوروبي‬        ‫في نظر الأوربيين وإلى حد‬                   ‫أب ًدا الإسلام‪ ،‬ولكن الظلامية‬
                                ‫كبير وجود عجز تكويني‬                      ‫والتعصب والتطرف العنيف‬
   ‫مؤتم ًرا بعنوان «الإسلام‬  ‫‪-‬بحكم الأيديولوجيا النابعة‬
    ‫السياسي بين الإصلاح‬       ‫من موروث تاريخي‪ -‬لدى‬                             ‫التي تعد أر ًضا خصبة‬
‫والراديكالية”‪ ،‬بهدف دعوة‬                                                     ‫للدعوات الإرهابية وليس‬
 ‫الدول الأوروبية إلى اتخاذ‬         ‫كافة حركات الإسلام‬                    ‫الدين‪ ،‬وأضاف بلهجة حزينة‪:‬‬
     ‫قرارات عملية لاقتلاع‬         ‫السياسي عن التعاطي‬                       ‫«إن مئات الأفراد المتطرفين‬
    ‫منابع الإرهاب ومعاقبة‬          ‫مع الأصول والتقاليد‬                    ‫يخشى من أنهم قد يلتقطون‬
  ‫الدول التي تدعمه وتغذي‬        ‫الديموقراطية‪ ،‬بما في ذلك‬
 ‫خلاياه‪ ،‬كما أوصى بالدعم‬     ‫تعاطيها مع مفهوم العلمانية‪،‬‬                       ‫في أي سكينًا ويذهبون‬
    ‫السياسي والاقتصادي‬         ‫مع حقيقة استحالة انتظام‬                           ‫ويقتلون فرنسيين»‪.‬‬
    ‫للدول المعتدلة المعروفة‬
                                                                          ‫إيضاحات الرئيس الفرنسي‬
     ‫بجهودها في نشر قيم‬                                                    ‫هذه المرة تجرى على خلفية‬
       ‫التعايش والتسامح‪،‬‬                                                 ‫نظرة تقليدية سادت الأوساط‬
      ‫وتشجيع الحوار بين‬
      ‫الأديان والحضارات‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209