Page 199 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 199

‫الملف الثقـافي ‪1 9 7‬‬

    ‫مشروع سياسي ديني‬           ‫بداخل المجتمعات العربية‬                      ‫خاطئة ولا ضرورة لها مع‬
 ‫يتجسد في تنا ٍء متكرر عن‬    ‫والإسلامية بما يمثله الفكر‬                      ‫الفكر الديني التاريخي في‬
                                                                           ‫عموم المجتمعات الإسلامية‪،‬‬
    ‫قيم الجمهورية‪ ،‬وغالبًا‬     ‫الديني التاريخي المهيمن‬                        ‫وهي مواجهات ليس من‬
       ‫ما ينعكس في إنشاء‬    ‫فيها من رفض قيم العلمانية‬                        ‫شأن الفرنسيين التصدي‬
                                                                            ‫لها‪ ،‬لأنها ليست من صلب‬
 ‫مجتمع مضاد تطغى عليه‬           ‫وحريات العقيدة والفكر‬                         ‫الأزمة الداخلية للعلمانية‬
 ‫مظاهر تس ّرب الأطفال من‬         ‫والتعبير‪ ،‬ولكنها تتمثل‬                     ‫في فرنسا في مواجهتها مع‬
                              ‫فيما سماه «الانعزالية» أو‬                  ‫إسلام رافض للعلمانية‪ ،‬أي في‬
   ‫المدارس‪ ،‬وتنظيم أنشطة‬    ‫«الانفصالية» الإسلامية لدى‬                   ‫علاقتها بالمواطنين الفرنسيين‬
    ‫رياضية وثقافية ضمن‬        ‫أبناء المجتمع الفرنسي من‬                     ‫من أصول إسلامية حص ًرا‪،‬‬
‫الطوائف والجماعات بحجة‬       ‫المسلمين‪ ،‬وبغض النظر عن‬                          ‫فهو يقول‪« :‬لا يجب على‬
     ‫تعليم مبادئ لا تمتثل‬     ‫حقيقة أن الجذور العميقة‬
   ‫لقوانين الجمهورية‪ .‬إنه‬       ‫‪-‬التي ينبغي الوعي بها‬                          ‫الجمهوريين الصادقين‬
     ‫غسل الأدمغة وبالتالي‬    ‫لتقديم المعالجة الصحيحة‪-‬‬                      ‫التراخي أمام الذين يسعون‬
  ‫تجاهل مبادئنا كالمساواة‬        ‫تكمن في القناعات التي‬                    ‫باسم مبدأ العلمانية إلى إثارة‬
     ‫بين الجنسين وكرامة‬          ‫تحملها المجتمعات الأم‬                     ‫الانقسامات والمواجهات من‬
                               ‫والثقافة الدينية الموروثة‬                  ‫خلال مواضيع متعددة تمثّل‬
               ‫الإنسان»‪.‬‬        ‫لدى المواطنين المسلمين‬
       ‫بذلك يحدد الرئيس‬        ‫في فرنسا‪ ،‬يقول الرئيس‬                          ‫في معظم الأحيان جوهر‬
  ‫الفرنسي ساحة المواجهة‬      ‫الفرنسي‪« :‬هذه هي النزعة‬                     ‫محادثاتنا لا جوهر مشكلاتنا‪.‬‬
  ‫المطلوبة ونقاط الاشتباك‬         ‫الانفصالية الإسلامية‬
       ‫الأساسي مع الفكر‬         ‫التي يجب التصدي لها‪.‬‬                      ‫وثمة قواعد تن ّظم ذلك‪ ،‬لا بد‬
‫الإسلامي الرافض للتعددية‬         ‫إنه مشرو ٌع وا ٍع‪ ،‬قائم‬                  ‫من فرض الامتثال لها امتثا ًل‬
 ‫العقائدية في إطار علماني‪،‬‬      ‫على نظرية واضحة‪ ،‬إنه‬                     ‫حاز ًما وعاد ًل‪ ،‬أينما كان ومن‬
 ‫ويحصرها في المواجهة مع‬                                                  ‫دون أي تنازلات‪ .‬وفي السياق‬
    ‫تيار الإسلام السياسي‬                                                  ‫نفسه‪ ،‬يجب عدم الانزلاق في‬
                                                                          ‫فخ الخلط بين المسلمين‪ ،‬ذاك‬
                                                          ‫أرقام الإرهاب‬  ‫الفخ الذي نصبه مثيرو الجدل‬
                                                          ‫بدوافع جهادية‬    ‫والمتطرفون والذي يتمثّل في‬

                                                            ‫في الاتحاد‬      ‫وصم جميع المسلمين دون‬
                                                            ‫الأوروبي‬                         ‫تمييز»‪.‬‬

                                                                         ‫بين الإسلام التاريخي‬
                                                                            ‫والأيديولوجية‬
                                                                              ‫الانفصالية‬

                                                                            ‫مشكلة العلمانية الفرنسية‬
                                                                             ‫من وجهة نظر «ماكرون»‬
                                                                            ‫لا تتعلق إذن بمدى قبولها‬
                                                                             ‫أو رفضها خارج فرنسا‪،‬‬

                                                                                 ‫أو خارج أوروبا‪ ،‬أي‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204