Page 208 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 208

‫العـدد ‪25‬‬                ‫‪206‬‬

                                                                ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

  ‫وبالكلام معهم تصدم من‬                  ‫الإمام محمد عبده‬                   ‫جابر عصفور‬  ‫إبراهيم الكوني‬
    ‫عدم عثورهم على منابع‬
                                   ‫للقارئ‪ ،‬فكل قراءة إعادة‬                     ‫مدونة في فهم حسن حنفي‬
 ‫طاقات مشروعه الحضاري‬             ‫بناء للمقروء‪ ،‬وخلق جديد‬                    ‫لعملية القراءة‪ ،‬ولا هو حقيقة‬
   ‫وإمكانات تحقيق صورة‬          ‫له في شعور القارئ‪ .‬ويعني‬                    ‫موضوعية مستقلة أو حضور‬
    ‫مشرقة لحركة نهضوية‬          ‫ذلك أن النص ليس له ثواب‪،‬‬
     ‫و ّهاجة‪ ،‬ربما لأن أغلب‬     ‫فهو مجموعة من المتغيرات‪،‬‬                        ‫تاريخي معين‪ ،‬إنه صورة‬
                                ‫وأنه يتحول حسب الأحوال‬                        ‫بلا مضمون‪ ،‬روح هائم بلا‬
‫وقتهم أضاعوه في محاولات‬                                                     ‫جسد‪ ،‬والقراءة هي التي تعطي‬
‫الربط بين العلمانية والعمالة‬        ‫النفسية للقارئ الواحد‪،‬‬                  ‫لهذا النص مضمونه وجسده‪،‬‬
                                ‫وحسب الفروق بين الأفراد‪،‬‬
  ‫والكفر والإلحاد‪ ،‬وبالطبع‬       ‫ويأخذ معاني مختلفة طب ًقا‬                        ‫بعبارة أخرى‪ :‬النص لا‬
  ‫لم يلتفت أحدهم لإمكانات‬                                                    ‫يحتوي معنًى موضوعيًّا كأنه‬
                                  ‫لمراحل عمر الفرد الواحد‪،‬‬                   ‫شيء‪ ،‬إنه مجرد ورق ومداد‪.‬‬
      ‫هؤلاء من خبرة وعلم‬         ‫فيبدو تاب ًعا لتطور الفرد في‬
   ‫ومهارة ومستوى فكري‬          ‫مراحل عمره‪ .‬ويعني ذلك أن‬                        ‫والقراءة هي التي تحيله إلى‬
 ‫تحليلي؛ وهكذا تقف طاقات‬        ‫أعماق الشعور في هذا الحال‬                       ‫معنى وتجعله قو ًل معلنًا‪،‬‬

     ‫الدينيين عند الصفر لا‬                 ‫المعرفي آن ذاك‪.‬‬                    ‫ونط ًقا مسمو ًعا‪ ،‬وتوجيهات‬
  ‫تتعداه؛ بل الأدهى والأمر‬        ‫من هذه النقطة ينشأ مبدأ‬                        ‫عملية‪ ،‬ومعارك سياسية‬
                               ‫الاجتهاد والتجديد‪ ،‬الذي يظن‬
    ‫إضافة المزيد من الجهد‬       ‫الإسلاميون أنه حكر عليهم‪،‬‬                     ‫واجتماعية‪ .‬وليست الحقيقة‬
     ‫لوضع (إكسسوارات)‬           ‫رغم أنهم لا يضعون ضمن‬                            ‫في قراءة النص ‪-‬والكلام‬
‫تجميلية لرجل الشارع حتى‬            ‫أهدافهم الفكرية الأصلية‬
‫يزداد يقينه من أن هؤلاء هم‬                                                   ‫لدكتور عصفور‪ -‬من منظور‬
‫أهل الحق‪ ،‬والهدف‪ ..‬دنيوي‬             ‫كشف الوجه الحقيقي‬                        ‫هذا الفهم‪ ،‬هي تطابق المعنى‬
                                 ‫للإسلام في مخاطبة الآخر‪،‬‬                      ‫مع الواقع بل تطابق المعنى‬
               ‫غالبًا (؟!)‪.‬‬                                                 ‫مع التجربة البشرية‪ ،‬وتجسيد‬
   ‫عند فتح أوراق هذا الملف‬                                                    ‫هذا التطابق للشعور الفردي‬
 ‫سوف تجد مشكلات كبيرة‬
  ‫بلا حل ‪-‬اللهم إلا الحلول‬

    ‫السريعة الحاسمة التي‬
  ‫لا ترضي سواهم وتعتمد‬
   ‫في الأساس على أن نترك‬

      ‫لهم مائدة الحوار منذ‬
   ‫بداية الجلسة!‪ -‬من هذه‬
   ‫المشكلات‪ ،‬ما هو موجود‬
   ‫في التركيب الجيني لعقل‬
   ‫الأمة الإسلامية‪ ،‬ويتمثل‬
    ‫في ظاهرة انقسام الفرق‬

      ‫والطوائف منذ الغزو‬
    ‫الاستعماري دون إيجاد‬
‫سبل تقارب واضحة‪ ،‬وربما‬
   ‫لن توجد أب ًدا؛ ثم المشكلة‬
  ‫الأيديولوجية للقائمين على‬
 ‫الدين من رجال فقه ودعوة‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213