Page 205 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 205
الملف الثقـافي 2 0 3
الإسلاميين في الأصول تعقد الحوار -الصراع- أزمة الإسلام والغرب
الثابتة والمصادر الاعتقادية
بين الدينيين والعلمانيين د.هاني حجاج
والعقائدية ،لكنها فقط بد ًءا من إشكالية ضبط
تختلف معهم في شكل
الدولة ،أي هي تكون المصطلحات ،ومسألة وضع
إسلامية بالمصطلح الذي العلماني العربي مع العلماني
تعنيه لدى الإسلاميين أم الغربي في سلة واحدة ونسق
مجرد دولة مسلمة تدين
بالإسلام وتدافع عن فكري واحد؛ ثم انقسام
الإسلاميين على أنفسهم
شرائعه وشعائره. بين متشدد مفكر إصلاحي
لكن دعك من تهمة الوصف وليبرالي ،وانقسام العلمانيين
إلى علماني ثوري وعلماني
بالعلمانية لكل من ينادي نهوضي توافقي -وعلماني
بحرية الفكر والتعبير، ليبرالي! -وهنا تبدت إشكالية
ومصطلح علمانية نشأ
أخرى هي تبني فرقة
غربيًّا ليشير إلى هؤلاء الذين بعيها من بين الإسلاميين
رفضوا تدخل الكنيسة التصدي لشريحة بعينهما
من العلمانيين ،وانتقاد ملمح
وسيطرتها على الحياة العامة واحد فقط من أيديولوجياتهم
والشئون السياسية ،ودس
اللاهوت المسيحي ومعاييره وتنفيذ فلسفتهم المادية
لقياس شئون الحياة الخالصة ونزعتهم الإلحادية
اليومية والهم الدنيوي.
وكان غرضهم جعل الدنيا الجريئة وطموحاتهم في
الواقعية هي محور التفكير اقتلاع الدين من المجتمع
والمصدر الأوحد للفكر بالكامل ،فاعتبروا بذلك
والممارسات ودراسات العلمانية ما هي إلا حملة
الاقتصاد والسياسة تبشيرية تزعم تدمير العالم
والاجتماع والعلم والتعليم الإسلامي ويجب وقف
والإعلام .وهذا في نظر امتدادها السرطاني .على
رجال الدين تضييق للنظرة محور آخر هناك العلماني
وبعد عن الفكر الكوني الداعي بشكل معتدل لتبعية
الروحاني الذي ينبغي أن الغرب مع استقلال مفهوم
يراعي مسائل حسابات يوم المواطنة مع إلغاء الاستقلال
القيامة ،لكن العلمانيين رأوا الحضاري ،ودعاة فصل
أنهم بهذا إنما يوسعون الدين عن الدولة وهم الأغلبية
المجال فيفتحون الباب لكل في مراكز التوجه السياسي
المذاهب والطوائف للجلوس والإعلامي والثقافي ،والأكثر
على مائدة مشاركة هم واحد نفو ًذا في أنظمة المؤسسات
وقرار واحد. الوطنية ،ومنهم طائفة كبيرة
هذه الطلائع الغربية خلقت تدين بعقائد الإسلام ولا
تعاديها ،ولا يختلفون عن