Page 235 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 235

‫‪233‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حـوار‬

 ‫المعنى ورعايته وتطويره بابتكار‬               ‫حاوره ‪:‬‬                     ‫ضاقت بالتحديد‪ ،‬وراهنت على‬
     ‫أساليب تحافظ على الصورة‬                                            ‫حرية القول‪ ،‬مما جعلنا نقف على‬
                                      ‫إبراهيم الحجري‬                   ‫«تجنيسات» مثل‪« :‬نص»‪« ،‬سرد»‪،‬‬
    ‫الأصل‪ .‬وبالإمكان في الظرفية‬
    ‫الراهنة استعادة المعنى نفسه‪،‬‬   ‫الانفتاح وسيادة القطبية الواحدة‪.‬‬          ‫«نفس قصصي»‪« ،‬إيقاعات‬
  ‫وتفريد المغرب بخصوصية منح‬             ‫ولنا التمثيل بما كتبه «غالب‬         ‫سردية»‪« ،‬متواليات سردية»‬
     ‫جائزة للرواية العربية تسهم‬           ‫هلسا» و»محمد زفزاف»‪.‬‬           ‫إلخ‪ ..‬هذا الرهان أسهم في وسم‬
                                                                         ‫اللغة السردية بالطابع الشعري‪،‬‬
     ‫سنو ًّيا مؤسسة ما بتدبيرها‬     ‫* هناك اهتمام متزايد‬                ‫مثلما كسر خطية السرد‪ ،‬وأفسح‬
                         ‫المادي‪.‬‬    ‫بالرواية العربية فيما‬               ‫لوجهة النظر المتعددة والمفتوحة‪.‬‬
                                   ‫يخص الجوائز والندوات‬                   ‫ولعل ما ضاعف بلاغة التأثير‪،‬‬
 ‫هذا في تصوري واقع معنى زمن‬                                            ‫الكتابة النقدية المواكبة التي أسهم‬
     ‫الرواية‪ ..‬وأما شكله‪ ،‬وتثبيت‬      ‫والنشر‪ .‬هل يمكن‬                   ‫الخراط نفسه في تداولها‪ ،‬وأشير‬
                                   ‫القول بأنه زمن الرواية‬                 ‫لكتابه عن الحساسية الجديدة‪،‬‬
  ‫الشكل‪ ،‬فوليد المرحلة التي رأس‬
      ‫فيها الناقد «جابر عصفور»‬             ‫بامتياز؟‬                                   ‫كما النص العابر‪.‬‬
                                                                        ‫لقد مثل هذا المنحى توج ًها جدي ًدا‬
‫تحرير مجلة «فصول» بعد الراحل‬           ‫تقتضي الموضوعية الاعتراف‬        ‫في الكتابة الروائية العربية‪ ..‬وأرى‬
‫«عز الدين إسماعيل»‪ ،‬حيث خص‬          ‫بكون معنى زمن الرواية‪ ،‬ارتبط‬
                                                                           ‫أنه تو ّج ٌه ما بعد هيمنة نجيب‬
    ‫المعنى بثلاثة أعداد تعد اليوم‬       ‫بالمؤسسة‪ .‬وإذا نحن تمثلنا‬            ‫محفوظ على المشهد الروائي‬
 ‫مراجع قيمة لكل باحث ودارس‪،‬‬           ‫تاريخية هذا المعنى‪ ،‬نجد نواة‬          ‫العربي‪ .‬وهنا تجدر الإشارة‬
   ‫وثم وسمها بـ»زمن الرواية»‪..‬‬          ‫التأسيس والترسيخ تحققت‬
‫ويمكن القول إن هذا المعنى توسع‬         ‫في المغرب بإقامة اتحاد كتاب‬     ‫للمرجعيات المعتمدة قراءة وتألي ًفا‪،‬‬
 ‫ليجد امتداداته في الخليج (قطر‪/‬‬        ‫المغرب لندوة الرواية العربية‬       ‫إذ لا يمكن التأسيس لكتابة في‬
                                                                                      ‫غياب تام للقراءة‪.‬‬
   ‫الإمارات‪ /‬السعودية‪ /‬عمان)‪،‬‬            ‫بفاس‪ ،‬ثم القصة القصيرة‬
     ‫سواء من حيث تنظيم ندوات‬         ‫بمكناس‪ ،‬والإبداع والنقد بالدار‬     ‫بيد أن هذه المرجعيات المتمثلة في‬
 ‫عن السرد العربي‪ ،‬أو تخصيص‬                                               ‫الآداب العالمية‪ ،‬جسدت توجهات‬
 ‫جوائز للرواية كـ»بوكر» الرواية‬         ‫البيضاء‪ .‬هذه الندوة نشرت‬
                                    ‫وقائعها كاملة في مجلة «الآداب»‬          ‫مغايرة لما سلف‪ ،‬ويحضرني‬
                   ‫العربية مث ًل‪.‬‬                                          ‫هنا بالذات أثر روايات أمريكا‬
                                      ‫اللبنانية‪ ،‬وأثارت أسئلة «قلقة»‬   ‫اللاتينية‪ ،‬وبخاصة تجربة الشاعر‬
                                     ‫حول جماليات التأليف والكتابة‬       ‫والروائي «سليم بركات»‪ ،‬وأمثل‬
                                    ‫الروائية‪ .‬إلا أن المفارقة تجسدت‬    ‫بروايتيه‪« :‬فقهاء الظلام» و»أرواح‬

                                           ‫في انتفاء الامتداد بالمعنى‬                        ‫هندسية»‪.‬‬
                                    ‫والمؤسسة‪ .‬من ثم ارتحل المعنى‬             ‫إن التحولات التي جئنا على‬

                                        ‫إلى مصر التي ارتأت تنظيم‬                ‫رصدها ألغت «الروايات‬
                                   ‫مؤتمر كل سنتين للرواية العربية‬          ‫الإيديولوجية» التي هدفت إلى‬
                                                                         ‫التسجيلية والواقعية «المريضة»‬
                                    ‫تمنح على هامشه جائزة الرواية‬            ‫على حساب جماليات الإبداع‬
                                                          ‫العربية‪.‬‬        ‫الروائي والقول الأدبي الرفيع‪.‬‬
                                                                            ‫وهنا حضرت «الأنا» كحياة‪،‬‬
                                   ‫وبذلك‪ ،‬انتقل الصدى من المغرب‬
                                   ‫إلى المشرق‪ ،‬في الآن الذي كان فيه‬           ‫تاريخ‪ ،‬وبالتالي انكسارات‬
                                   ‫على المؤسسة المغربية تدبير شأن‬      ‫اجتماعية وسياسية في زمن طبعه‬

                                   ‫صدوق نور الدين‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240