Page 237 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 237

‫‪235‬‬           ‫ثقافات وفنون‬

              ‫حـوار‬

‫إدوار الخراط‬  ‫موريس نادو‬                                 ‫ربيع جابر‬            ‫إن الحديث عن أية جائزة أدبية‬
                                                                             ‫أو فكرية عامة‪ ،‬يستلزم التفكير‬
   ‫مغربية قوية وعميقة وجريئة‬                ‫بدر الدين عرودكي)‪ ،‬وهي‬
     ‫هي‪« :‬بلاد بلارج» لـ»أحمد‬          ‫الرواية الحائزة لجائزة الكونكور‬                        ‫حسب التالي‪:‬‬
                                      ‫عن ‪ .5002‬هذه السنة التي توقع‬                              ‫‪ -1‬القراءة‬
  ‫لويزي»‪ .‬ومن المؤسف أن فات‬           ‫فيها الجميع ظفر رواية لـ»ميشال‬                             ‫‪ -2‬الذوق‬
    ‫الانتباه إليها‪ ،‬وإن كان من لم‬     ‫هويلبيك» بالجائزة إعلا ًما وتداو ًل‬
 ‫ت ْحكم اللّجان لصالحه‪ ،‬سينصفه‬                                                               ‫‪ -3‬والمرجعية‬
                                          ‫نقد ًّيا‪ .‬إلا أن الإنصاف فرض‬          ‫فالقراءة تفترض وضع خطة‬
                       ‫التاريخ‪.‬‬          ‫نفسه على ثقل الآلة الإعلامية‪،‬‬     ‫تعتمد‪ ،‬خاصة إذا ما كانت مساحة‬
    ‫بيد أن الحديث عن المرجعية‪،‬‬                                                 ‫الكم واسعة‪ .‬فمن بين اللجان‬
   ‫مرجعية القارئ المح ّكم وليس‬               ‫أقول على التوجيه الثقافي‪.‬‬     ‫‪-‬وهذا معروف‪ -‬التي تنتهج خطة‬
‫الروائي كمؤلف تستدعي التفكير‬          ‫وعربيا كان يمكن لرواية «أمريكا»‬      ‫تغييب أسماء المترشحين‪ ،‬واللجوء‬
    ‫الموضوعي حالة تقييم النص‬                                                   ‫إلى التصويت بالتنقيط‪ .‬وهذه‬
    ‫الروائي‪ .‬فلا يمكن في نظري‬            ‫لـ»ربيع جابر» حيازة «بوكر»‬           ‫في نظري قد تكون موضوعية‪.‬‬
    ‫لمن استأنس بقراءة الكتابات‬            ‫الرواية العربية وليس «دروز‬         ‫ومنها التي تضع معايير تحتكم‬
                                         ‫بلغراد»‪ .‬لكن هي أحكام اللجنة‬       ‫إليها ترتبط باسم المؤلف وآثاره‪،‬‬
      ‫الروائية القائمة شك ًل على‬      ‫وذوقها على السواء‪ .‬وأما مغربيًّا‪،‬‬        ‫والجهة الناشرة‪ .‬وهنا تقصى‬
     ‫الصيغة التقليدية استصدار‬             ‫وعلى مستوى جائزة المغرب‪،‬‬          ‫القيمة على حساب التداول‪ .‬إذ قد‬
   ‫أحكام عن تجارب روهن فيها‬                                                   ‫يتقدم طرف لا يحوز آثا ًرا لكن‬
  ‫على التجريب الإبداعي الروائي‪.‬‬              ‫فلو أن الجائزة مث ًل ذهبت‬     ‫مادته قوية‪ .‬من هذا المنطلق يجدر‬
‫ذلك أن التحديث الجاري وبوتيرة‬             ‫لـ»يوسف فاضل» عن روايته‬             ‫أن يطرح السؤال‪ :‬ما المراد من‬
 ‫متسارعة في الحياة الاجتماعية‪،‬‬           ‫«قط أبيض جميل يسير معي»‪،‬‬            ‫أية جائزة‪ :‬أهو تكريس المكرس‬
‫يواكب حداثيًّا على مستوى المنجز‬          ‫كيف سنقيم «طائر أزرق نادر‬          ‫أم إحقاق الجودة وتوسيع قاعدة‬
 ‫الروائي‪ .‬ومن ث ّم يجد ُر الانفتا ُح‬   ‫يحلق معي»‪ ،‬وخاصة بتمثل ثقل‬              ‫الأدب والامتداد به‪ .‬أعتقد بأن‬
  ‫على محفل هذه التجارب بتنوع‬          ‫التحكيم المتعلق بـ»بوكر» العربية‪.‬‬       ‫استحضار معيار الجودة يمثل‬
                                                                             ‫أساس الإضافة الدالة والعميقة‪.‬‬
                                            ‫وللموضوعية‪ ،‬هنالك رواية‬        ‫وأما خاصة الذوق‪ ،‬وهي حلقة من‬
                                                                              ‫حلقات القراءة والتقييم‪ ،‬فتحتم‬
                                                                              ‫التساؤل عما إذا كان المحكمون‬

                                                                                 ‫فع ًل قراء في الأجناس التي‬
                                                                               ‫يقيمونها‪ .‬فمن غير المستساغ‬
                                                                              ‫إطلا ًقا اعتماد عناصر في لجان‬
                                                                            ‫لا تتابع مسارات الرواية العربية‬
                                                                           ‫والعالمية ‪-‬فقط‪ -‬باسم الأكاديمية‪.‬‬
                                                                             ‫ومن ثم فالذوق تحكيم لخاصة‬
                                                                             ‫المقارنة بين النصوص‪ ،‬إذ يمكن‬
                                                                           ‫ضبط تفاوت دقيق في تقييم رواية‬
                                                                               ‫من الروايات‪ .‬وحتى نمثل خذ‬
                                                                            ‫مث ًل رواية «ثلاثة أيام عند أمي»‬
                                                                              ‫لـ»فرانسوا فايرجان» (ترجمة‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242