Page 58 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 58

‫العـدد ‪25‬‬                             ‫‪56‬‬

                                                                ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

‫شربل داغر‬

‫أيها الموت‪ ،‬يا جاري الأليف‬

                        ‫من دون وزن‪ ،‬أو قافية‪.‬‬                      ‫هذا الساعد الذي خرج مقطو ًعا من الركام‬
                                                                                      ‫تحت نظر الكاميرات‪،‬‬
    ‫ما عسى الصبي أن يرى‪ ،‬أن يروي‪ ،‬إذ أمس َك‬
  ‫بكرسيه المُق َّشش‪ ،‬وجلس إلى الشرفة‪ ،‬كما لو أن‬                                  ‫م َّد ْت القصيدة إليه ساع َدها‬
‫عي َنيه تعومان في موج العاب ِرين العجولِين‪ ،‬وتحثّان‬                                     ‫ورافعا ِت مجازها‪..‬‬

                          ‫الخطى في مياه العمر!‬                                      ‫هذا الساعد أمسك بيدي‬
  ‫ما عساه يسبر في ِشبا ِك الظ ِّن المتماي ِل في ُقبَّعا ِت‬                      ‫أعادني إلى البيت الذي طار‪،‬‬
                                                            ‫إلى الأخبار والصور التي تآكلت في عفونة الركام‪..‬‬
                 ‫الطائ ِفين فوق احتمالات المدينة!‬
  ‫ما عساه‪ ،‬في جلسته الرزينة‪ُ ،‬يحصي و ُيب ّدد من‬                                         ‫ركا ٌم ين ِّقب في ركام‬
‫القروش لأيامه المتسارعة في وحل النهر‪ ،‬وفي ُح َفر‬                                    ‫مفاتيح من دون شققها‬
                                                              ‫أفعا ٌل‪ ،‬استعارا ٌت‪ُ ،‬جم ٌل‪ ،‬تتعالى في سماء بليدة‪..‬‬
                               ‫الشارع الطويل!‬
                                                                       ‫كما لو أن العي َنين تطالعان فيما َت َريان‬
               ‫***‬                                                                           ‫أبجدية الغبار‬

                 ‫تم ّشي ُت بعد ُظهر هذه القصيدة‬                                          ‫في طفولة الدفاتر‪،‬‬
                               ‫في ما يعود إليها‬                              ‫وبريق الشغف في عتمة المناظر‪.‬‬
                                ‫من دون ِع ْلمها‪،‬‬
                                                                           ‫***‬
                        ‫في ذلك الإلحاح المتمادي‬
                  ‫على بوابات مغلقة غير مرئية‪..‬‬                                     ‫الماضي مضى في ماضيه‬
                                                                ‫والنه ُر يتقد ُم‪ ،‬مثل الأرجل المتدافعة في شارع‬
                      ‫تمشي ُت في شوارع الصور‬
           ‫من دون أن تكون موصولة‪ ،‬أو ملونة‪:‬‬                                                       ‫المحاولة‪،‬‬
          ‫كانت ِم ّما ينبسط مثل إطار فوق جدار‪،‬‬                                                   ‫إلى بحره‬

                             ‫بين إغفاءة وإفاقة‪،‬‬
    ‫بين الطلب على الشيء والتردد في فتح مهاوي‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63