Page 56 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 56
العـدد 25 54
يناير ٢٠٢1
تعلم اللغة الفرنسية ،وأحب
الشعر الفرنسي ،كان له مدرس
يدعى «نظام الوفا» شجعه على
نظم الشعر ،وقد قدم إليه نيما
قصيدة باسم «افسانه» ،وتعني
الأسطورة ،والتي أُعتبرت فيما
بعد حجر أساس الشعر الحر
في إيران .كتب وهو في الثالثة
والعشرين من عمره قصيدة
طويلة في قالب المثنوي تسمى
«قصة شاحبة اللون» ،لكن تأثره
بالشعر الفرنسي جعله يستخدم
صور مبتكرة ومعاني جديدة،
خالف فيها أساليب القدامى كملك
الشعراء بهار ،مما جعله سخرية
الكثيرين من الشعراء والأدباء. محمد حسين شهريار فروغ فر خزاد مهدي إخوان ثالث
في عام 1922نشر نيما أجزاء من
قصيدة الأسطورة في مجلة القرن العشرين برئاسة الكلاسيكي إلا أن أسلوبه في البيان ونمطه الشعري
الشاعر مير زاده عشقي .وبعد ذلك تدرج حتى يعد دلي ًل على حالة من التجدد في طبعه ،كما أن
أصبح عض ًوا في قسم التحرير لمجلة الموسيقا،
وكان ينشر أعماله بجانب كبار أدباء إيران مثل صور الخيال الأخرى التي يتميز بها شعره تضفي
عليه مظه ًرا لام ًعا .وتتسم قصائده باللغة الآذرية
صادق هدايت وعبد الحسين نوشين .وبالإضافة بمميزات خاصة ،وتحمل أفكا ًرا متجددة قلَّما
إلى أشعاره ومقالاته ،كان يكتب الرسائل إلى بعض يشاهد نظير لها عند الآخرين .لقد خلف شهريار
الأصدقاء والمفكرين لينتقد الوضع الاجتماعي ،أو
ديوا ًنا يضم 15000بيت شعري تشتمل على الغزل
ليحلل أسلوب الشعر في عصره ،وكان من بين والقصيدة والقطعة والمثنوي ،كما أن شعره الآذري
هذه الرسائل رسائله إلى أستاذه نظام الوفا .وقد
أُطلق عليه لقب «أبو الشعر الحر» نظ ًرا لإسهاماته بلغ أكثر من 3000بيت .توفي شهريار في 18
أيلول /سبتمبر عام 1987بطهران بعد أن أدخل
في تجديد الشعر وانفراده بأسلوب خاص ،كما المستشفى بسبب المرض ،ووري جثمانه الثرى في
كان يقال على شعره «الشعر النيمائي» نسبة إليه. مقبرة الشعراء بتبريز إلى جانب شعراء معروفين
كان نيما يوشيج مجد ًدا حقيقيًّا لا يخشى النقد آخرين ،وذلك حسب وصيته.
الهدام ،تمكن من إحداث تغيير في الشعر الفارسي
الذي ظل راس ًخا لقرون حتى اعتقد الكثيرون أنه -٣نيما يوشيج رائد الشعر الإيراني
غير قابل للتجديد ،وسيظل بنفس أسلوبه إلى الأبد، الحديث:
مرد ًدا دائ ًما أن ما هو مستساغ اليوم لدى العوام هو علي اسفندياري ،اشتهر باسم نيما يوشيج
كان مرفو ًضا بالأمس ،وبالفعل كان مح ًّقا في هذا المل ّقب بأبو الشعر الإيراني الحديث ،مواليد 12
لأنه أصبح بعد ذلك الرائد في فنه .وكما كسر نوفمبر 1895في محافظة مازندران شمال إيران،
نيما قواعد وقوالب الشعر ،وأحدث تغيي ًرا في لغة والمتوفى في 6يناير 1960في طهران ،انتقل إلى
الشعر ،أثر أي ًضا في قالب الغزل الذي كان يعد من طهران وهو في عمر الحادية عشر ليلتحق بالمدرسة
أهم القوالب الشعرية التقليدية ،للدرجة التي جعلت الابتدائية ،ثم التحق بمدرسة سان لويي ،وهناك