Page 51 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 51

‫‪49‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

    ‫السبيل‪ ،‬قال تعالي‪َ « :‬و َلَّا َأ ْن َجا َء ْت ُر ُسلُ َنا ُلو ًطا‬                              ‫الذاتي من خلال مثيل‪ ،‬أوضحت أن العلاقة بين‬
   ‫ِسي َء ِب ِه ْم َو َضا َق ِب ِه ْم َذ ْر ًعا َو َقا ُلوا َل َت َخ ْف َو َل‬                   ‫النساء لم تكن تناسلية كما عند الرجال‪ ،‬لكن الحب‬

     ‫َت ْح َز ْن إِ َّنا ُم َن ُّجو َك َو َأ ْه َل َك إِ َّل ا ْم َر َأ َت َك َكا َن ْت ِم َن‬       ‫مكمل لها والعشق‪ ،‬وركيزتها لتحقيق الاكتمال‬
  ‫ا ْل َغا ِب ِري َن» (العنكبوت‪ ،)33 :‬جاءت الآية الكريمة‬                                             ‫الجسدي‪ ،‬لكن هذا في حالتين محددتين‪ ،‬هما‪:‬‬
 ‫للتأكيد على حرمانية الفعل بشك ٍل عام‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬                                               ‫الاغتصاب وعواقبه التي تؤدي إلى مثل تلك الحالة‬
  ‫«ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وسا َء سبيلا»‬                                                    ‫التي احتفت بها الرواية‪ ،‬أما عن الحالة الأخرى‬
 ‫(الإسراء‪ .)32 :‬إضافة لقولنا الأدب العربي حافل‬                                                      ‫فهي تصحيح الصورة المشوهة عن المرأة التي‬
                                                                                               ‫اُخ ُت ِزلت فيها المرأة جنسيًّا‪ ،‬وأثبتت قدرتها على إقامة‬
    ‫بذكر الحيدانات الجنسية (أى المثلية) حيث تم‬                                                   ‫بناء سردي ذي طابع فلسفي‪ ،‬تستطيع من خلاله‬
 ‫ذكرها بشكل مفصل في كتب تراث الأدب العربي‪،‬‬                                                         ‫مناقشة وعرض قضايا الواقع بصورة فلسفية‪،‬‬
 ‫مثل‪ :‬الفهرست لابن نديم‪ ،‬وشعر الخمريات لأبي‬                                                         ‫ذلك من خلال إطار كسر المألوف والمعتاد‪ ،‬من‬
 ‫نواس‪ ،‬والتعزل بالغلمان في شعره الذي كان خير‬                                                       ‫خلال ما ُصنِع نتيجة الاتكاء على الإرث الثقافي‪.‬‬
                                                                                               ‫في نهاية هذا المقال تناولت الجنس من زاوية النظرة‬
    ‫دليل على حياة الترف والعهر وممارسة المثليّة‬                                                   ‫الأدبية بين الذكورة والأنوثة في الثقافة العربية‪،‬‬
‫الجنسية الذكورية‪ ،‬وكان هناك القليل من السحاق‪،‬‬                                                    ‫والتناول بالضرورة لا يعنى أنه رأيي الشخصي؛‬
‫لكن لم يتم ذكره بشكل مفصل إلا مع تطور الوقت‬                                                      ‫لأن الدين الإسلامي الحنيف حسم الأمر في قصة‬
                                                                                                  ‫نبي الله لوط وقومه بما فيهم زوجته التى ضلت‬
  ‫والحداثة‪ ،‬ظهرت تطورات عدة للجنس والجسد‪،‬‬
‫فالإنتاج الأدبي والثقافي تناولها من خلال الأعمال‬

                           ‫الأدبية التى ذكرناها‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

                              ‫‪ -1‬رجاء بن سلامة‪ :‬بنيان الفحولة‪ ،‬سوريا‪ :‬دار بترا للنشر‪ ،2005 ،‬ص‪.17‬‬
       ‫‪ -2‬عبد الله إبراهيم‪ ،‬السرد النسوي‪ :‬الثقافة الأبو ّية‪ ،‬الهو ّية الأنثو ّية‪ ،‬والجسد‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الدراسات‬

                                                                                    ‫العربية‪ ،‬ص‪.108‬‬
               ‫‪ -3‬سعيد الوكيل‪ :‬الجسد في الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار المجاز‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -4‬عبد الله إبراهيم‪ ،‬السرد النسوي‪ :‬الثقافة الأبو ّية‪ ،‬الهو ّية الأنثو ّية والجسد‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الدراسات العربية‪،‬‬

                                                                                             ‫ص‪.111‬‬
                                   ‫‪ -5‬الهام منصور‪ ،‬أنا هي أنت‪ ،‬بيروت‪ :‬دار رياض الريس‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.14‬‬

                                                                           ‫‪ -6‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
                                                                     ‫‪ -7‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34 -33‬‬
                                                                     ‫‪ -8‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57 -56‬‬
      ‫‪ -9‬ميشيلا مارزانو‪ ،‬فلسفة الجسد ت‪:‬نبيل أبو مصعب‪ ،‬لبنان‪ :‬دار طريق العلم‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪ ،‬ص‪.145‬‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56