Page 105 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 105

‫‪103‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

     ‫قصــة‬

‫عجباك‪ ..‬وكله عشان السعر أنا عارفة‪ ..‬بس الحكاية‬         ‫الأولى تما ًما‪ ..‬آااه‪ ..‬في المرة الأخيرة كدت أن أتلمس‬
                          ‫بقت صعبة الصراحة»‪.‬‬            ‫إصبعها الأصغر في لحظة خاطفة‪ ..‬آاااه‪ ..‬يا لحمق‬

         ‫كانت الشمس فع ًل صعبة ج ًّدا‪ ..‬وأصوات‬             ‫هذا الشائب الذي نظر في عيني كأني سأرتكب‬
    ‫الكلاكسات ثاقبة للأدمغة؛ تقاوي خام للصداع‬          ‫خطيئة كبرى‪ ،‬ويا لتعسي! ثم اللعنة على كل شيء!‪:‬‬
                                                       ‫لماذا لم أحاول فعل ذلك سوى في الباص العمومي‪..‬‬
                                      ‫النصفي‪..‬‬
  ‫رأيت قطرات من العرق تتصبب من وجه سهير‪..‬‬                       ‫وليس في الشارع أو في الكافيه قبل ذلك؟‬
  ‫وخصلة نحيلة خرجت قلي ًل من الحجاب‪ ،‬ناضحة‬                                  ‫«ندا!‪ ..‬سمعتي الأغنية دي؟»‬
                                                                                              ‫«وريني»‬
    ‫بالبلل كذلك‪ ..‬كانت تنتابني رغبة كبيرة في حك‬
 ‫شعري بقوة‪ ..‬لا أعرف هل بسبب العرق أم السأم‬             ‫فردة واحدة لأذنها والأخرى ظلت في يسراي‪ .‬هي‬
                                                       ‫بقربي للغاية‪ ..‬حتى لأني أتخبط في كتفها ‪-‬أكثر من‬
   ‫من الموقف الصعب للغاية والذي لا مخرج منه‪..‬‬
                                                                                         ‫مرة‪ -‬قاص ًدا!‬
                ‫***‬                                     ‫«نايس ج ًّدا‪ ..‬بس على فكرة دي قديمة‪ ..‬مش كدا؟»‬

      ‫لا أعرف ما السبب أن نذهب م ًعا في كل مرة!‬                                            ‫«دا حقيقي»‬
       ‫كنت مجرو ًرا معها ‪-‬وعلى كتفي البنت‪ -‬على‬                              ‫كانت تدندن‪ ،‬بلطافة؛ اللحن‪..‬‬
  ‫خطوتها السريعة ج ًّدا‪ ..‬وهي تهتف بي بين الفينة‬
  ‫والأخرى‪ِ « :‬مد‪ ..‬شد شوية بقا‪ ..‬الدكتورة زمانها‬                               ‫سألتها‪« :‬تعرفي تغنيها؟»‬
      ‫واقفة علينا‪ ..‬مش فيه أم ميعاد يا بني آدم؟»‬                       ‫«لا مش طبقتي‪ ..‬صعب أطلع كدا»‬
‫كنت أنظر لنبيلة بغضب شديد‪ ..‬أكره كثي ًرا مشيتها‬             ‫سار ولد على عجلة‪ ..‬عجلة واحدة فع ًل ليست‬
     ‫السريعة تلك‪ ..‬كما أكره تما ًما عيادات الأسنان‬            ‫دراجة‪ :‬ببهلوانية؛ وبطاقية مضحكة‪ ،‬ملونة‪.‬‬
‫برائحة البنج ومطهرات الفم وتلك الآلة الفظيعة ذات‬
    ‫الصوت الكريه‪ ،‬والتي تخرم كل شيء وتضعها‬                             ‫***‬
‫الدكتورة في فم من تريد دون استئذان في كل مرة!‬
‫ولكني مع ذلك‪ ،‬سرت في ركابها صامتًا‪ ..‬وبتفسح؛‬                                           ‫هتفت‪« :‬سهير؟»‬
                                                                                 ‫ببرم‪ ،‬نظرت لي‪« :‬هاا؟»‬
            ‫لأن وراءنا‪ ،‬كالعادة‪ ،‬موع ًدا ما متأخ ًرا‪.‬‬          ‫«هننزل امتا عشان نجيب بقيت الحاجات؟»‬
                                                       ‫«لما أشوف أمي الأول بقا‪ ..‬وأنت يا ريت تشد حيلك‬
                                                           ‫شوية بقا‪ ..‬أنا تعبت من أم النزول في الحر كل‬
                                                       ‫يوم‪ ..‬راسي اتلفحت‪ ..‬وأنت يا سيدي مفيش حاجة‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110