Page 103 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 103

‫‪101‬‬     ‫إبداع ومبدعون‬

        ‫قصــة‬

‫وفي ُك ّل لحظ ٍة ينتظر النّاس ما يفجعهم‪ ،‬أكثر‬                       ‫الامتثا ِل للطاع ِة‪ ،‬تفرغ الحظائر من صخبها‬
‫من انتظارهم ما يفرحهم‪ ،‬تسبح الدور في‬                              ‫المعهود‪ ،‬وكأ ّنها تخاف ما يخاف البشر‪ ،‬فعلى‬
‫رهابها‪ ،‬لا يفيق أهلها من أهوالهم بياض‬
        ‫النهار‪ ،‬حتى يعادوا إلي ِه مساء‪.‬‬                               ‫مرمى حج ٍر يكمن أبناء المنصر‪ ،‬وأشقياء‬
‫تنضج كيزان الذرة‪ ،‬وتبي ّض أثوابها‪ ،‬وتبهت‬                               ‫الليل‪ ،‬الذين زحفوا كالهوام عند المسا ِء‪،‬‬
‫خضرتها آذنة بال َّرحي ِل‪ ،‬ليبهت معها الخوف‬                               ‫التصقوا بعيدا ِن الذرة الملتفة بالبيو ِت‪،‬‬
‫موسمها‬  ‫ال ِّستار عن‬  ‫في صدو ِر النَّاس‪ ،‬يسدل‬                          ‫ينتظرون بفار ِغ ال ّصب ِر الفرصة‪ ،‬فتعمل‬
 ‫تنتفض‬  ‫وقد خلت‪،‬‬      ‫المُر ِهق‪ ،‬وها هي الأرض‬                           ‫معاولهم نقبًا في الجدرا ِن الطينية‪ ،‬التي‬
‫فييك ثن‪،‬يابتتهافلّالت ّأسوشدب‪،‬احو اكلأق ّنومشيئًا‬  ‫ثانية؛ تتبختر‬  ‫أرهقها الانتظار‪ ،‬منذ أن امتدت رؤوس الذرة‬
                                                   ‫من ذكراها لم‬   ‫ُكعا َّلليلة‪ٍّ ،‬صوكوأ َّنطهرايأد‪،‬ساكنستتقدخمتهصيلي ًصاسربيقنالأراححةضانها‬
‫من جدي ٍد تملأ الحقول‪ ،‬وبقايا من أحادي ِث‬                         ‫من عيو ِن أبناء ال ِّطين‪ ،‬ويترك مكانها الحسرة‬
                      ‫ال ّدراوة عالقة ُتو ِشك‬
                                                   ‫أن تنزاح‪.‬‬                                      ‫والالتياع‪.‬‬
                                                                  ‫تمضي الأيام في كآبتها‪ ،‬يلعن‬
                                                                  ‫الناس الذرة وأيامه‪،‬‬
   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108