Page 98 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 98

‫العـدد ‪27‬‬                           ‫‪96‬‬

                                                               ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

‫عمرو عاطف رمضان‬

‫ال َص َحراء‬

    ‫الصحراء‪ ،‬بقية القبيلة‪ ،‬الخيام‬
  ‫الهزيلة الناعسة على جانب البئر‪،‬‬
  ‫والجدة تخرج في الصباح من خيمتها‬
 ‫كأصل الحياة‪ .‬هر َمت وثقلت حركتها‪،‬‬
‫ولم تعد تحس شيئًا فيما حولها سوى‬
‫السكون‪ .‬وهباء الصحراء يذي ُب العمر‬
 ‫دون أن تسمع بكاء الطف ِل وضجته‪.‬‬
  ‫ابنها وزوجته راضيان لا يتكلمان‪،‬‬
   ‫لكنها ضجرت السكون‪ ،‬تريد أن‬
‫تموت ميت ًة صاخبة‪ ..‬باسمة‪ .‬يقول‬

                         ‫الابن‪:‬‬
           ‫‪ -‬أماه‪ ،‬هذا نصيبنا‪..‬‬
       ‫تقول في ألم كأنما ترقص‪:‬‬
‫‪ -‬وأنا حزينة‪ .‬أنا أموت‪ ،‬وأريد من‬
‫يحمل عنا الحياة‪ ،‬من يحمل اسمك‬

                     ‫واسم أبيك‪.‬‬
     ‫يح ِر ُق قلبها الحزن والوحشة‪،‬‬
     ‫ويقودانها إلى شياطين الشباب‬
‫العتيق‪ ،‬أصحابها الذين باعدت بينهم‬
  ‫السنين والخوف‪ ،‬وقد ظنت أنها لا‬

         ‫تلجأ لهم أب ًدا‪..‬‬
 ‫‪ -‬صلّوا إلى شياطينكم‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103