Page 225 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021

‫مناصرو التطبيع يرون أن صورة محمد‬ ‫تيودور هرتزل‬
‫رمضان عادية وطبيعية‪ ،‬وأن قرار نقابة‬
‫المهن السينيمائية بإيقافه والتحقيق‬ ‫الآخر ‪-‬من أس ٍف‪ -‬حلحلة‬
‫معه جائر وديكتاتوري‪ ،‬ويمثل تدخًل في‬ ‫مماثلة على مفهوم التطبيع‬
‫وآلياته‪ ،‬فلم يعد مستطا ًعا‬
‫‪-‬وتوجي ًها لـ‪ -‬قناعات الممثل التي هو‬ ‫إجبار الدول على مقاطعة‬
‫حر فيها‪ .‬هؤلاء معادون لخطاب الإسلام‬
‫السياسي والخطاب القومي جملة‪ ،‬ويستند‬ ‫الشركات الإسرائيلية‬
‫والشركات التي تتعامل‬
‫موقفهم في هذه القضية ‪-‬غال ًبا‪ -‬إلى‬ ‫معها‪ ،‬أو الشخصيات‪،‬‬
‫معاداتهم لتوجهات الفصيلين اللذين‬ ‫أو الأفلام التي أصبحت‬
‫متاحة بوفرة على الإنترنت‬
‫نشطا في إدانة الممثل‬ ‫ويستطيع أي باحث الوصول‬
‫إليها ومشاهدتها‪ ،‬كما‬
‫المجلس العسكري‪ ،‬ومحمد‬ ‫والمدافعين عنها‪.‬‬ ‫يستحيل مراقبة أربعمائة‬
‫مرسي والرئيس الانتقالي‬ ‫مليون مواطن يعيشون‬
‫عدلي منصور‪ ،‬ثم الرئيس‬ ‫ما هو موقف‬ ‫في المنطقة ومعرفة بمن‬
‫السلطات المصرية من‬ ‫يتصلون على الإنترنت‪،‬‬
‫السيسي‪ ،‬بل إن ثمة‬ ‫ولماذا‪ ،‬كما أننا الآن إزاء‬
‫شواهد كثيرة على وجود‬ ‫التطبيع؟‬ ‫(دولة) فلسطينية أقيمت في‬
‫تعاون مصري إسرائيلي‬ ‫الضفة الغربية اعترف بها‬
‫في ملفات كثيرة‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫مصر وإسرائيل ترتبطان‬ ‫العرب جمي ًعا‪ ،‬ودولة أخرى‬
‫الرئيس تحدث في خطاب‬ ‫بمعاهدة سلام و َّقعها‬ ‫في غزة اضطرت إسرائيل‬
‫علني عن ضرورة وجود‬ ‫الرئيس الأسبق أنور‬ ‫إلى الانسحاب الكامل منها‬
‫سلام دافئ بين الطرفين‪،‬‬ ‫وإحكام إغلاقها‪ ،‬فهل زيارة‬
‫السادات مع مناحم بيجين‪،‬‬ ‫هاتين الدولتين ُيع ُّد تطبي ًعا؟‬
‫خلا ًفا للتقارير التي‬ ‫أحد أهم الصقور في‬ ‫هذه أسئلة مهمة لا تجد من‬
‫تتحدث عن السلام البارد‬ ‫يتج َّرأ ويجيب عليها‪ ،‬ناهيك‬
‫التاريخ الإسرائيلي‪ ،‬عام‬ ‫عن أن الشقاق الفلسطيني‬
‫بينهما‪.‬‬ ‫‪ 1979‬في أمريكا‪ ،‬برعاية‬ ‫الفلسطيني أضعف القضية‬
‫هذا الوضع لم يث ِن‬ ‫الرئيس الأمريكي ‪-‬وقتها‪-‬‬
‫إسرائيل عن القيام بأفعال‬ ‫جيمي كارتر‪ ،‬ومنذ هذا‬
‫تصنَّف في خانة (الأعمال‬ ‫التاريخ حتى اللحظة لم‬
‫العدائية) ضد مصر‪،‬‬ ‫يتم تسجيل أي خروقات‬
‫وأهمها دورها في بناء‬ ‫لبنود المعاهدة‪ ،‬رغم أن‬
‫سد النهضة الأثيوبي‪،‬‬
‫حيث تقوم الاستراتيجية‬ ‫السادات ُقتِل من جراء‬
‫الإسرائيلية على إضعاف‬ ‫توقيعه عليها‪ ،‬وبالرغم‬
‫الدولة المصرية بالذات‬ ‫من تغير النظام المصري‬
‫من السادات لمبارك‪ ،‬ثم‬