Page 221 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 221

‫‪219‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

                     ‫التعليق على الصورة‬     ‫ميلادك‪ ،‬يهمني الإنسان‪،‬‬         ‫أن يكونوا مواطنين داخل‬
                   ‫يوضح أنه يعلم هوية‬       ‫ولو مالوش عنوان”! مما‬       ‫دولة إسرائيل‪ ..‬ولأنني أشك‬
                   ‫الآخر‪ ،‬والأخبار تقول‬    ‫يعني أن المغني الإسرائيلي‬
                   ‫إنه سافر إلى الإمارات‬                                  ‫في أن أمور مثل تلك تشغل‬
                  ‫خصي ًصا لحضور حفل‬              ‫إنسان قبل أن يكون‬           ‫بال الفنان‪ ،‬فالأقرب أن‬
                  ‫المطرب الإسرائيلي‪ ،‬وإن‬       ‫مغتصبًا لأرض غيره‪،‬‬
               ‫الصورة التقطت في الحفل‪،‬‬      ‫وهو الذي ربما يعيش في‬         ‫الصورة لا تعبر عن شيء‪،‬‬
                    ‫وبالتالي فإن افتراض‬    ‫منزل مملوك لفلسطيني في‬       ‫مثلما لا يعبر هو ذاته عن أي‬
                 ‫الجهالة منت ٍف‪ ،‬ضف إلى‬    ‫الشتات مع أهله أو في أحد‬
                 ‫ذلك أن صفحة إسرائيل‬       ‫معسكرات اللاجئين في أي‬                            ‫شيء‪.‬‬
                ‫بالعربية على موقع تويتر‬    ‫دولة عربية‪ ..‬وهذا ما يهم‬     ‫إذا تأملنا مفردات الصورة‪/‬‬
                    ‫نشرت صورة له مع‬                                     ‫المشكلة نفسها سنضع أيدينا‬
                   ‫لاعب منتخب إسرائيل‬                ‫محمد رمضان‪.‬‬
                ‫لكرة القدم ضياء سبع في‬     ‫حين بدأ رد الفعل الشعبي‬         ‫على كل العناصر السابقة‪:‬‬
                  ‫دبي في نفس يوم نشر‬                                      ‫فموقع رمضان في الوسط‬
                    ‫الصورة السابقة‪21 ،‬‬           ‫في مصر ضد محمد‬
                 ‫نوفمبر ‪ ،2020‬فهل هي‬         ‫رمضان وصورته‪ ،‬وبدا‬                ‫بين المغني الإسرائيلي‬
                ‫محض صدفة أن يتصور‬         ‫عني ًفا‪ ،‬حاول النجم الاحتماء‬     ‫وشخص إماراتي (المغرد‬
                  ‫مع مشاهير إسرائيليين‬       ‫بجماهيره التي ظن أنها‬      ‫حمد المزروعي)‪ ،‬يضع ذراعه‬
                                          ‫ستعصمه‪ ،‬فخرج يقول إنه‬             ‫حول عنق المطرب بشكل‬
‫محمد رمضان في‬                                 ‫لم يكن يعرف هوية من‬           ‫يعطي له الهيمنة والغلبة‬
‫طائرته الخاصة‬                               ‫تصور معه‪ ،‬وإنه يتصور‬          ‫المعنوية‪ ،‬كمقاييس شكلية‪،‬‬
                                             ‫‪-‬في الغالب‪ -‬مع كل من‬         ‫الوحيد الذي يرتدي نظارة‬
                                              ‫يطلب التصوير‪ ،‬وإنه لا‬      ‫سوداء‪ ،‬بالتأكيد هي ماركة‬
                                              ‫يسأل عن هوية الطالب‬
                                            ‫وديانته وبلده‪ ..‬إلخ‪ ..‬لكن‬        ‫معروفة وباهظة الثمن‪،‬‬
                                                                           ‫ويرتدي خواتم في أصابع‬
                                               ‫هذا التفسير السطحي‬          ‫يديه الاثنتين وسلسلة في‬
                                            ‫المضحك لم يصمد لدقائق‬
                                                                             ‫رقبته‪ ،‬ويشير بسبابته‬
                                                 ‫لأن‬                      ‫إشارة إلى أنه الرقم واحد‪،‬‬
                                                                           ‫وهي الإشارة التي تلازم‬

                                                                            ‫كل صوره كما سبق أن‬
                                                                        ‫وضحت‪ .‬وهو ما يبين أي ًضا‬

                                                                           ‫من التعليق الذي كتبه على‬
                                                                           ‫الصورة حين نشرها على‬
                                                                        ‫حساباته في مواقع التواصل‬
                                                                           ‫الاجتماعي ‪-‬التي ربما لا‬
                                                                         ‫يديرها بنفسه‪ ،-‬فقد وضع‬
                                                                          ‫جز ًءا من أغنية محمد منير‬
                                                                        ‫الشهيرة (ما نرضاش) التي‬
                                                                            ‫غناها في فيلم إسكندرية‬
                                                                          ‫ليه إخراج يوسف شاهين‪،‬‬
                                                                            ‫بطريقته هو ‪-‬أو بطريقة‬
                                                                           ‫الأدمن‪ ،-‬كتب‪« :‬لا يهمني‬

                                                                               ‫اسمك ولا لونك‪ ،‬ولا‬
   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226