Page 220 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 220
العـدد 27 218
مارس ٢٠٢1 سمير درويش
الفن خصو ًصا بالطبع، في بداية هذا المقال هل محمد رمضان مُ طَ بِّع؟
مستن ًدا إلى الأرقام :أجوره محاولة محايدة لقراءة دلالات الصورة وتداعياتها
سأطرح -على نفسي
في الأفلام والمسلسلات أو ًل -مجموعة من الأسئلة
التي تفوق الممثلين التي أراها جوهرية في فهم
الآخرين ،وأجوره الخيالية صورة الفنان المصري
في الحفلات الغنائية التي محمد رمضان مع المغني
يحييها ،وعدد مشاهداته الإسرائيلي عومير آدام،
في الميديا ،وعدد حضور التي التقطت بحفل في دولة
الجمهور في حفلاته ..إلخ. الإمارات في شهر نوفمبر
:2020هل محمد رمضان
القاسم المشترك الذي
يجمع هذه الصور جمي ًعا ُمطبِّع؟ هل النقابات
المصرية ضد التطبيع؟ ما
هو التفاخر بالغنى، هو التطبيع أسا ًسا؟ وما هو
بالأموال الكثيرة التي موقف السلطات المصرية
يملكها ،والتي هبطت عليه منه؟ وما هو موقف الشعب
في سنوات قليلة ،وبالتالي المصري من التطبيع ومن
إسرائيل كدولة أصبحت
ترتبط هذه الصورة
-مثل أخواتها -بالأموال أم ًرا واق ًعا الآن؟ وكيف
التي حصل عليها الفنان يمكن قراءة المشهد إجما ًل
مقابل التصوير ،مقابل في ضوء صورة محمد
الـ showالذي عليه أن رمضان وتداعياتها؟
ينفذه لمن سيدفع ،وبهذا
الفهم فمن الصعب أن هل محمد رمضان
تقول عنه إنه «مطبِّع»، ُم َط ِّبع؟
لأن التطبيع موقف فكري
يستلزم ح ًّدا أدنى من الإجابة قاطعة -في رأيي-
فهم الظروف والملابسات لا .لماذا؟ لأنه لكي نفهم هذه
وتاريخ مشكلة قيام دولة
إسرائيل واستمرارها، الصورة لا بد ألا ننزعها
وعلاقتها بجيرانها العرب من ألبوم صور الفنان،
نضعها بجانب صوره مع
والمتعربين ،وعلاقتها سياراته الغالية المتعددة،
بالعالم بشكل عام، وطائرته الخاصة ،وصورته
وبالغرب بشكل خاص، شبه عا ٍر في حفلاته
وعلاقات القوى داخل الغنائية وهو يتحرك أشبه
(الدولة) ذاتها في هذه
بالمهرجين في السيرك،
اللحظة ،وفي الماضي وصورته الشهيرة الدائمة
والمستقبل المأمول ،وعلاقة وهو يرفع سبابته علام ًة
(المواطنين) اليهود بعرب على أنه يعتبر نفسه (الرقم
فلسطين الذين سمحت لهم واحد) في كل شيء ،وفي
الظروف -الظروف فقط-