Page 92 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 92
العـدد 26 90
فبراير ٢٠٢1
ال َحر َبَ ،لي َست ال َقا ِر َعة)(.)73 َتر َت ِدي َثو َب ال َف َرح؟ َو َمن ُت ِعد
النَّ ُّص خلاص ٌة لعدد من النصوص التي تمحي الآ َن َط َعا َم الآلِ َهة التِّس َعة؟
الحدود بينها ،فالعلاقة حدثت بكيفيات مختلفة ،كما أ َما َي َزا ُلو َن ُه َنا؟ َف َهل
عبر عنه الناقد الفرنسي بارت Barthesوبمفهوم
أوسع وأشمل ،حيث يرى أن «كل نص هو تناص، اَيلَت َفَّس َّر َماُج ِوو َّي َ ِةنَ ،عَ َوللياَنا َي ُِمم ُّدنو ََعنل َي َلا َنِئا ِه َيم ًدا؟
وأن النصوص الأخرى تتراءى فيه بمستويات أم ُت َرىُ ،ي َقه ِق ُهونَ ،سا ِخ ِرين
متفاوتة ،وبأشكال ليست عصية على الفهم بطريقة ِمن َع َذا َبا ِت َنا الأر ِضيَّة؟ أ َبع َد
أو بأخرى ،إذ نتعرف نصوص الثقافة السالفة ُك ِّل َه ِذه ال َّص َل َوا ِت َوال َق َرا ِبين،
والحالية؛ فكل نص ليس إلا نسي ًجا جدي ًدا من
ا ُّي َها التَّا ُسو ُع الم َق َّدس؟
استشهادات سابقة»(.)74 لاااااااااااا)()71
( َو ِحين َد َّوت الأب َوا ُق فالشاعر يغوص في أعماق هذا التراث؛ بحثًا عن
درره ،أو بحثًا عن شخصيتهم التي تظهر فيه؛ لذلك
ال ُّن َحا ِسيَّ ُة َو ُق ِر َعت ال ُّط ُبو ُل،
َص َعد ُت إِ َل ال ُّن ُصب سعى الشعراء المحدثون إلى إعادة قراءة التراث بكل
مش ّخصاته ووقائعه ،وذلك بكشف كنوزه وتوجيه
المج ُهو ِل :ا ُّي َها النَّا ُس ،لا
َه َوا َد َة َبع َد ال َيوم؛ َما أك َث َر الأنظار إلى ما فيه من قيم فكرية وروحية وفنية
ال ُّر ُؤو ِس التِي أي َن َعتَ ،و َحان
َقط ُف َها؛ َوإِ ِّني َل َقا ِط ُف َها)(.)75 صالحة للبقاء والاستمرار(.)72
كما يع ُّد التناص تناس ًجا من عدة نصوص مقتطعة فالشاعر ينظر إلى التّراث على أنه منجم طاقات
من نصوص أخرى ،وهذا لا يتأتى إلا بسعة الثقافة
وإطلاع الكاتب؛ لأنه يسعى دائ ًما إلى الاستفادة من إيحائية غير محدود ،فعناصره ومعطياته لها من
تجارب الآخرين قصد رسم طريق جديد يسير على
دربه ،لإنتاج إبداعات جديدة وذلك ما جعل التناص القدرة على الإيحاء بمشاعر لا تنفد وعلى التأثير
اتجا ًها ج َّذا ًبا للدراسة والبحث لفهم نصوص
الكتاب والغوص في أغوار شخصيتهم. في النفس البشرية ،ما ليس لأية معطيات أخرى
وقل ُتُ :كلَّ َما ات َس َعت الرؤية، يستغلها ال ّشاعر ،والنظر إلى هذا التراث هو نوع
ماتت الع َبارة»(.)76 من التميز والتحديث الذي يمارسه الشاعر؛ نتيجة
الاتكاء على عبارة النفري؛ لأن هذه المعطيات
التّراثية تعيش في وجدان النّاس وأعماقهم «وتح ّف ما يحمله لهذا التراث في وجدانه ،وكل نص قائم
بها هالة من القداسة؛ فكل نص هو تش ُّرب وتحويل
لنص آخر؛ وهو ما عبرت عنه جوليا كريستيفا على سلسلة من العلاقات بالنصوص الأخرى سواء
Julia Kristevaبقولها« :إنه ترحال للنصوص
وتداخل نص ّي .ففي فضاء نص معين تتقاطع كان ذلك بالتعددية أو بالتداخل أو الامتصاص:
وتتنافي ملفوظات عديدة مقتطعة من نصوص َو ِحي َن َد َخل َتنِي ،أد َخل َتنِي َز َما ًنا َو َم َكا ًنا َلي َسا ِمن َه َذا
أخرى»( ،)77وهو من المصطلحات المستحدثة التي َع َل ُنو ٍر، ا َكل َِمعا َشل َكا( ٍاة َناِفي ََهسايِّ َدِم ُة اصلَب َّاز ٌَمحا ِِنف َو ُازلمَجَكاا َ ِجن ٍة)َ ،ك ُنا َّنو ٌَهرا
تم التوافق عليها في مجال الدرس الأدبي والنقدي. َكو َك ٌب َزي ُتو َن ٍة ُم َبا َر َك ٍة َش َج َر ٍة ِمن
ویؤكد تودوروف في كتابه (الشعرية) أن الفضل َزي ُت َها َي َكا ُد ُد ِّر ٌّي ُيو َقد
في بدء الاعتراف في هذه الظاهرة التعبیریة ُي ِضي ُء
َو َلو َل َتم َسس ُه َنار؛ َف َهل َنا َمت الأ َسا ِطي ُر ،أم
یعود إلى الشكلانیین الروس ،فقد كتب َص َحت
شیكلوفسكي« :إن العمل الفني ُيد َر ُك في علاقته ِف َج َس ِدي؛ َما الَّ ِذي َي ُمو ُء أو َيع ِوي؟ َه ِسي ٌس
َو ِشي ٌش
َح ِفي ٌف َر ِفيفِ ،من أي َن َي ِجيء؟ أ ُّي َها ال َوق ُت ال َّضا ِئ ُع
ِف
الأ ِز َّق ِة َوالم َفا َزا ِت ال َخا ِن َقةَ ،هل آ َن أ َوا ِني الآ َن؟ َمن
َيق َر ُع الأج َرا َسَ ،و َي ُد ُّق ال ُّط ُبو َل البِ َدا ِئيَّة؟
َلي َس ت