Page 158 - مسيلة للدموع
P. 158
آسر ..استيقظ يا آسر..
فتحت حورية الستار فتسابقت أشعة الشمس بالدخول؛ لتزين أرجاء الغرفة ،وضع آسر الوسادة على وجهه
محاولا منع النوم من الهرب؛ إذ أرى بهاء الشمس ،قائلا بلهجة طفل متمرد:
-اغلقي الستار يا حورية .خمس دقائق فقط.
نزعت حورية الوسادة من على وجه آسر ،وضربته بها ضربتين ،وقالت مازحة:
-ولا حتى دقيقة واحدة .قم ،سنتأخر.
التقطت فستانين من الدولاب ،وقالت في حيرة:
-آسر ..أيهما أجمل؟
-كلاهما جميل يا حبيبتي.
عقدت حورية حاجبيها ،وقالت:
-هكذا تزيدني حيرة أكثر ،اختر واحدا.
-أن ِت تشبهين الملائكة في أي شيء ترتدينه.
استمرت حورية في عقد حاجبيها منتظرة رّده.
استدرك آسر ،قائلا:
-أحب هذا البنفسجي ،يجعلك تشبهين زهرة ال ُخ ازَمي.
ابتسمت حورية ،وقالت:
-إذن اذهب وارتِد ملابسك ،قد ج ّهزت لك البدلة.
أطلق آسر بصره حيث ش ّماعة الملابس ،وقال:
-مهلا ..أي بدلة؟ أتلك الزرقاء؟
158
مسيلة للدموع