Page 157 - مسيلة للدموع
P. 157
ها هي حورية في السجن لعدة أيام ،جالسة بين الحاجة سلوى وتالا ،شعرت معهن بالأمان ،أخذن
تتسامرن وتتحاكين ،وتهّون كل واحدة على الأُخريين آلامها ،تتفتح زهرة من ضحكات إحداهن فيتفتّح ربيع
الأُخريين.
كانت حورية تتابع بشكل جيد أخبار المعتقلين ،خاصة الفتيات المعتقلات ،لذا فإنها تعرفت على الحاجة
سلوى وتالا بمجرد رؤيتها لهما ،فقد نشرت من قبل أخبارهما على صفحاتها الخاصة ،على مواقع التواصل
الاجتماعي.
قالت حورية:
-كنت دائما أدعو لكما ،ولجميع الفتيات المعتقلات ،وها أنا اليوم بينكما .تُرى هل يذكرنا أحد ،ويدعو لنا
الآن؟
ردت الحاجة سلوى:
-الله معنا ،وي ارنا ،يعلم أحوالنا ،وان لم يذكرنا أحد.
أومأت تالا بالموافقة ،وأردفت:
-والتاريخ لن ينسى.
قالت حورية بإص ارر:
-صدقت ،إن لم يذكرنا أحد فيسذكرنا التاريخ..
نحن نكتبه الآن.
157
مسيلة للدموع