Page 155 - مسيلة للدموع
P. 155
وبذلك تتم صناعة أوهام الشعوب ،وتتم السيطرة التامة من الدولة على الرعيّة ،وتُصنع الأنظمة
الديكتاتورية.
عقد آسر حاجبيه ونظ ارلى الضابط ،قائلا:
-ما هذا؟
رد الضابط بخبث:
-هذا ما ستقوله تحديدا في الفيديو الذي سنصّوره لك.
رد آسر بحّدة:
-لن أفعل.
رفع الضابط حاجبيه ،وفرقع أصابعه ،ثم أمسك آسر من ملابسه بقسوة ،وقال:
-ستفعل.
رد آسر متحديا:
-إذا فعلت فسيصدر ضدي حكم بالإعدام ،وان لم أفعل فسأُعّذب حتى الموت ،إذن كل الطرق تؤدي إلى
الموت ،هاؤُم اقتلوني ،لن أرضخ لكم أو أشهد شهادة زور.
علَم الضابط أن التعذيب كتهديٍد أو تنفيذ لن ُيجدي مع آسر؛ فقد جَّربه من قبل ،فلجأ الضابط لتهديٍد
حقير ،أكثر ِخ ّسة ودياثة.
قال له:
-إن لم تفعل فإنه بإمكاننا أن نحضر أمك أو أختك أو خطيبتك ،وأنت تعلم مايمكننا أن نفعل بهم.
تلَّون وجه آسر باللون الأحمر غضبا ،ولم يرّد ،فارت الدماء في عروقه ،لكنه ظ ّن أن حديث الضابط ليس
إلا تهديدا فارغا ،لذا فلن يرضخ لأوامرهم الظالمة.
155
مسيلة للدموع