Page 265 - m
P. 265

‫الملف الثقـافي ‪2 6 3‬‬

              ‫والتعريف به‪:‬‬         ‫عرفت بالثعالبية سنة ‪.)5(1904‬‬     ‫بعد التحاقه بمدينة الجزائر سنة‬
 ‫‪ -1‬التعريف بمخطوط القول‬             ‫يشير سعد الله إلى أن السيد‬       ‫‪ 1876‬وظيفة مترجم قضائي‪،‬‬
                                      ‫دالفان تولى شؤون مدرسة‬          ‫ثم انتقل سنة ‪ 1880‬لتدريس‬
                   ‫الأحوط‪:‬‬            ‫تلمسان بعد السيد ماشويل‬         ‫اللغة العربية بمدرسة البليدة‪،‬‬
 ‫هو عبارة عن تراجم لعشرين‬
                                    ‫‪ Machel‬الذي نقل سنة ‪1881‬‬        ‫لينتقل سنة ‪ 1883‬لمدينة وهران‬
    ‫عل ًما‪ ،‬من العلوم الإسلامية‬          ‫إلى تونس‪ ،‬ومن تلمسان‬       ‫كأستاذ اللغة العربية‪ ،‬ولعل هذا‬
  ‫(تفسير فلك جغرافيا تاريخ‪)..‬‬
  ‫مع بيان أهم الكتب التي كانت‬        ‫نقل إلى مدينة الجزائر(‪ ،)6‬إلا‬    ‫ما يفسر الانقطاعات في العمل‬
                                       ‫أن ألان مسعودي ذكر أنه‬            ‫التي أشرنا إليها ساب ًقا(‪.)2‬‬
    ‫متداولة في المغرب الأقصى‬
     ‫والمغرب الأوسط في زمان‬         ‫خلف ماشويل بوهران وليس‬             ‫مارس دالفان مهمة تدريس‬
  ‫المؤلف‪ ،‬مع شيء من التعريف‬        ‫بتلمسان(‪ .)7‬ليستقيل منها سنة‬        ‫اللغة العربية بكرسي وهران‬
     ‫بالمؤلفين‪ ،‬وفيهم جملة من‬      ‫‪1904‬م‪ ،‬بعد خلاف مع عميدها‬            ‫سنة ‪ 1886‬كما كان عض ًوا‬
‫علماء الجزائر من الذي لا توجد‬                                          ‫في المجلة الأسيوية ‪Société‬‬
  ‫لهم ترجمة فيما بين أيدنا من‬          ‫السيد جون ماري ‪Jean-‬‬           ‫‪ ،la asiatique‬وعين سنة في‬
  ‫الكتب‪ .‬ولم يكن المؤلف مبتد ًعا‬      ‫‪ ،)8(Marie‬وفي نفس السياق‬        ‫‪ 1895‬مدي ًرا للمدرسة العربية‬
‫بهذا الصنيع بل سبقه جملة من‬       ‫يشير تلميذه مارسي أنه تعرض‬           ‫بمدينة الجزائر‪ ،‬هذه المدرسة‬
  ‫الأئمة إليه‪ ،‬أي تعريف العلوم‬        ‫لمشاكل عديدة‪ ،‬لم تمنعه من‬
                                   ‫أن يترك بصمته الواضحة على‬             ‫على غرار باقي مثيلاتها في‬
             ‫والتأريخ للكتب‪.‬‬                                        ‫تلمسان وقسنطينة كانت تهدف‬
    ‫‪ -2‬نسبة الكتاب لصاحبه‬                           ‫تلامذته(‪.)9‬‬
                                     ‫وبعد عزله من منصب مدير‬            ‫إلى تكوين نخب فكرية يمكن‬
                    ‫دالفان‪:‬‬         ‫مدرسة الجزائر‪ ،‬غادر دالفان‬          ‫أن تسلم إليها إدارة شؤون‬
  ‫لم يفتتح دالفان كتابه “القول‬                                          ‫الجزائريين خاصة ما تعلق‬
    ‫الأحوط” بمقدمة‪ ،‬ولا ع َّرف‬           ‫الجزائر واستقر بمدينة‬       ‫بالقضاء والفتوى‪ ،‬هذا التعيين‬
‫بنفسه‪ ،‬كما هي العادة عند علماء‬        ‫قريني ‪ grigny‬بناحية ليون‬      ‫جاء نظ ًرا لاهتمامه العميق باللغة‬
   ‫الإسلام‪ ،‬مما مكن من دخول‬           ‫الفرنسية(‪ ،)10‬دون أن يقطع‬         ‫والثقافة العربية حتى عينه‬
‫الكتاب في زمرة الكتب المجهولة‪،‬‬       ‫صلاته بالجزائر‪ ،‬تزامن ذلك‬      ‫الحاكم العام الفرنسي بالجزائر‬
  ‫وإن اشتهر عند الطبقة المثقفة‬    ‫مع اندلاع الحرب العالمية الأولى‬      ‫مدير المدرسة العربية بمدينة‬
‫بأنه لدالفان الفرنسي‪ ،‬وهذا هو‬     ‫التي شارك فيها العديد من أبناء‬       ‫الجزائر‪ ،‬فكان أول مدير لها‪،‬‬
                                    ‫الجزائريين مرغمين‪ ،‬ما دفعه‬        ‫وهذا بعد تأليفه لكتابه طريقة‬
           ‫التحقيق في نظري‪.‬‬        ‫حسب قول مارسي إلى التطوع‬          ‫التدريس بفاس والذي سنشير‬
   ‫وربما كان سبب عدم ورود‬            ‫في الجيش الفرنسي كمترجم‬
  ‫المقدمة أنه أتم ما أمكنه جمعه‬   ‫وعمره ‪ 59‬سنة‪ ،‬يظهر أنه تطوع‬             ‫إليه لاح ًقا‪ ،‬إضافة لتوليه‬
‫ثم بعثه للإمام الحرشوي لينظر‬         ‫سنة ‪ ،1916‬حيث أشرف على‬              ‫شؤون الإدارة كان دالفان‬
‫فيه ثم يضع له مقدمة‪ ،‬فاخترمه‬       ‫ترجمة كلام الجرحى المسلمين‬       ‫يدرس بالمدرسة مادة الحضارة‬
  ‫خارم ومنعه مانع وربما شهد‬            ‫والجزائريين الذين أجبروا‬         ‫الفرنسية ومادة المحادثة في‬
 ‫لهذا قول دالفان في هذا الكتاب‪:‬‬      ‫على المشاركة في هذه الحرب‬      ‫الأدب الفرنسي(‪ ،)3‬وخلال فترة‬
                                     ‫بمستشفى كوشين ‪Hôpital‬‬           ‫توليه إدارة المدرسة زاره وزير‬
     ‫“فقد غاب عني أسماؤهم‪،‬‬          ‫‪ Cochin‬بباريس(‪ ،)11‬تجند في‬      ‫التعليم الفرنسي كومبس في ‪17‬‬
       ‫وتاريخ وفاتهم‪ ،‬وبعض‬         ‫صفوف الجيش الفرنسي برتبة‬         ‫أبريل ‪ ،)4(1896‬اشتكى له السيد‬
                                   ‫ضابط مترجم في قوات اللفيف‬        ‫دالفان من وضعية المدرسة التي‬
  ‫أخبارهم‪ ،‬فنسأل الله يمن عليَّ‬                                       ‫كانت في مكان ضيق‪ ،‬إلى غاية‬
   ‫بذلك لنلحقه هنا‪ .‬والله اعلم‪.‬‬                      ‫الأجنبي‪.‬‬          ‫افتتاح المدرسة الجديدة التي‬
 ‫ومما يدل على صحة نسبة هذا‬              ‫مخطوط القول الأحوط‬
 ‫الكتاب إلى دالفان هو المعاصرة‬
   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270