Page 283 - m
P. 283

‫‪281‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫حوار‬

                                                                        ‫مصر ليس فيها شعر ولا‬
                                                                          ‫رواية ولا قصة قصيرة‬

                                                                        ‫مقارنة بدول عربية أخرى‬
                                                                       ‫مثل لبنان والعراق والمغرب‬

                                                                         ‫العربي‪ ،‬فقط بها (بعض)‬
                                                                          ‫النقد‪ ،‬وأشار إلى تجربة‬
                                                                      ‫مجلة فصول في هذا الإطار‪..‬‬
                                                                          ‫هل فقدت مصر مكانتها‬
                                                                         ‫القديمة في المشهد الأدبي‬

                                                                                ‫والثقافي العربي؟‬

‫جابر عصفور‬  ‫بهاء طاهر‬                              ‫أمين الخولي‬              ‫هذا َع َرض لمرض الشيفونية‬
                                                                        ‫الذي حاولت توصيفه منذ قليل‪،‬‬
‫على أحد في الأوساط الأدبية داخل‬  ‫المكانة بنفس الجسارة في المستقبل‬         ‫والغريب أنه صادر عن روائي‬
  ‫مصر وخارجها‪ ،‬كل هذا وغيره‬        ‫القريب‪ ،‬وإن استمر الراهن دون‬          ‫أنت وصفته بالأشهر‪ ،‬ما يعني‬
 ‫يضع كلام رشيد بو جدرة‪ ،‬على‬          ‫محاولات جا َّدة لاستعادة تلك‬      ‫أنه مبدع متحقق‪ ،‬ومع ذلك يطلق‬
  ‫الرغم من عدوانيته الطافحة‪ ،‬في‬    ‫المكانة؛ فستفقدها حت ًما‪ ،‬فالدولة‬    ‫أحكا ًما مطلقة جائرة قد يتجنبها‬
             ‫سياق يمكن تفهمه‪.‬‬     ‫التي يقتصر مفهومها للثقافة على‬        ‫الشخص العادي المتعقل‪ ،‬ولكنى‬
                                  ‫الغناء والرقص والسينما وتلاحق‬          ‫أعتقد أن مثل هذه التصريحات‬
 ‫ألاحظ أن موقع فيس بوك‬            ‫الفكر الجاد وتقمعه‪ ،‬لا يمكنها أن‬     ‫تعكس كراهية ومواقف شخصية‬
 ‫صنع (حالة كتابية) زاعقة‬                                               ‫أكثر مما تعكس يقينًا موضوعيًّا‪،‬‬
                                 ‫تنافس بجسارة في المحافل الأدبية‪،‬‬         ‫وشخصيًّا‪ ،‬رأيت ذلك كثي ًرا في‬
   ‫فيها الكثير من الصخب‬            ‫وهي ‪-‬وإن كانت تتكئ على إرث‬           ‫مؤتمرات شاركت فيها بوصفي‬
   ‫والقليل القليل من الشعر‬                                                ‫ناق ًدا‪ ،‬غالبيتهم هكذا‪ ،‬لديهم ما‬
‫والقصة‪ ،‬لدرجة أن كثيرين‬          ‫أدبي عظيم لرواد عظام‪ -‬فإن ذلك‬           ‫يمكن تسميته بالعقدة المصرية‬
                                   ‫لن ينفعها طوي ًل‪ ،‬الأدباء بحاجة‬
     ‫صنعوا وجو ًدا وهم لا‬          ‫إلى الكثير من الرعاية والاهتمام‬          ‫التي لا يستطيعون التجاور‬
  ‫يعرفون النحو والصرف‪،‬‬                                ‫والتشجيع‪.‬‬           ‫معها ومنافستها‪ ،‬كما لو كانوا‬
‫ولم يقرؤوا أد ًبا‪ ،‬قدي ًما كان‬    ‫تعلم كما يعلم الجميع واقع أدباء‬          ‫مضطرين إلى هدمها أو ًل كي‬
  ‫أم جدي ًدا‪ ،‬وبعضهم يطبع‬                                              ‫ُي َروا في المشهد‪ ،‬وهؤلاء بطبيعتهم‬
 ‫كتبًا توزع بشكل كبير‪ ،‬في‬        ‫مصر الآن‪ ،‬وما لهاث الكثير منهم‬           ‫متربصون‪ ،‬ما إن يروا مظه ًرا‬
 ‫دور نشر أنشئت من أجل‬            ‫على الجوائز (غير المصرية) بخا ٍف‬     ‫لوه ٍن ما‪ ،‬هنا أو هناك‪ ،‬إلا ويهللون‬
  ‫هذه الحالة بالذات‪ ..‬كيف‬
‫تقرأ هذا المشهد؟ وما تأثيره‬        ‫على أحد‪ ،‬ويرون الفوز بالجائزة‬             ‫لفضحه ويطلقون أحكامهم‬
                                      ‫ذروة الطموح للأسف‪ ،‬بل إن‬                       ‫التدميرية المطلقة‪.‬‬

                                   ‫الكثيرين منهم يكتبون رواياتهم‬         ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإن مصر‬
                                  ‫بهدف التقدم للجائزة والفوز بها‬      ‫لم تفقد مكانتها الرفيعة في المشهد‬
                                   ‫في الأساس‪ ،‬كل ذلك لم يعد س ًّرا‬    ‫الأدبي العربي‪ ،‬في الوقت نفسه لن‬
                                                                      ‫يكون بوسع مصر أن تتصدر تلك‬
   278   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288