Page 94 - m
P. 94

‫العـدد ‪58‬‬                            ‫‪92‬‬

                                                                ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬

‫حمدي عبد الرحيم‬

‫حدث في أغسطس‬

           ‫عمله يوم السبت العاشر من أغسطس‪.‬‬                                           ‫قال لي صاحبي‪:‬‬
‫مدينة نصر والصيف وأغسطس ثم أبحث عن سبب‬                   ‫‪ -‬ستعمل في تسعة شارع أحمد العطار بالحي‬

                                      ‫لاكتئابي!‬                                 ‫السابع بمدينة نصر‪.‬‬
  ‫العمارة التي بها الموقع مكونة من خمسة طوابق‪،‬‬        ‫‪ -‬منذ متى تنطلق مواقع صحفية في مدينة نصر؟‬
 ‫والطابق من أربع شقق‪ ،‬موقعنا في الشقة التي على‬
                                                           ‫‪ -‬سمعتك كثي ًرا تقول‪ :‬ليس للشحاذين طلب‬
                    ‫يمين السلم في الطابق الأول‪.‬‬                                             ‫الفطائر‪.‬‬
 ‫الموقع اسمه «لا» نعم‪ ،‬والله اسمه «لا»‪ ،‬يضم أربع‬
                                                                         ‫‪ -‬لله الأمر من قبل ومن بعد‪.‬‬
    ‫غرف وصالة مريحة وحمام طيب ج ًّدا ومطبخ‬             ‫‪ -‬مديرك سيكون الأستاذ صالح أبو النجا‪ ،‬أظنك‬
   ‫صغير وشرفة يحلم بها عاشق للسهر ومناجاة‬
                                                             ‫تعرفه‪ ،‬عملك هو عملك المعتاد‪ ،‬فرد ديسك‪.‬‬
                                         ‫القمر‪.‬‬                             ‫ضحكت بملء فمي وقلت‪:‬‬
    ‫الغرفة الأولى للسيد المحاسب الذي لن يظهر إلا‬
    ‫لساعة واحدة في اليوم الأول من الشهر‪ ،‬الثانية‬        ‫‪ -‬فرد ديسك‪ ،‬أو فرد أمن‪ ،‬لا فرق بين الفردين‪.‬‬
   ‫للسيد رئيس مجلس إدارة الموقع‪ ،‬وهو لن يظهر‬                                             ‫قال غاضبًا‪:‬‬

       ‫أب ًدا لأنه يؤمن بأن الحياة ما هى إلا موبايل‬    ‫‪ -‬لس َت غريبًا لكي أشرح لك خفايا العمل‪ ،‬الذين‬
        ‫وأجهزة كمبيوتر متصلة بشكبة الإنترنيت‪.‬‬        ‫بيدهم الأمر لا يرحبون بك‪ ،‬ولذا فأنت قابع في قعر‬
‫الغرفة الثالثة للأستاذ صالح بوصفه رئيس تحرير‬         ‫البطالة‪ ،‬فاحمد الله الذي ساعدني على توفير فرصة‬
 ‫الموقع‪ ،‬الغرفة الرابعة والأخيرة لفرد الديسك الذي‬
                                                                                            ‫عمل لك‪.‬‬
                                        ‫هو أنا‪.‬‬                                                ‫قلت‪:‬‬
      ‫فرحت لأن لي غرفة‪ ،‬ولكنها كانت ككل فرحة‬
                                                           ‫‪ -‬الحمد لله الذي لا يحمد على ديس ٍك سواه‪.‬‬
            ‫فرحتها‪ ،‬فالغراب اللعين أخذها وطار‪.‬‬
     ‫قال الأستاذ صالح وهو يضع يده على كتفي‪:‬‬                              ‫***‬

             ‫‪ -‬أنت محترف وتعرف ما في الأمور‪.‬‬         ‫أكثرهم يعمل في المهندسين أو الدقي‪ ،‬بعضهم يعمل‬
                                                      ‫في الزمالك‪ ،‬قلة تعمل في جاردن سيتي‪ ،‬أنا وحدي‬
                                                     ‫الذي سيعمل في مدينة نصر‪ ،‬وأنا فقط الذي سيبدأ‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99