Page 60 - Dilmun 23
P. 60

‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩﻳﺔ ﻟﺘﻻﻝ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻦ ﻍ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬                                                                             ‫ﺻﻢ ‪""٠‬ﺑﻲ‪٠‬‬

‫ﻭﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺮﺧ ﺃﺭﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ‪ 2‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺠﻠﺒﻮﻥ‬                                                      ‫ﺭ‪١‬‬
‫ﻛﺠﺜﺚ! ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻦﻔﻌﺘﺗ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺠﺜﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ‬
‫ﻦﻔﻌﺘﺗ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺣﺴﺐ ﻭﺳﺎﻦﺋ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ‬
‫‪ 2‬ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦﺛﻻﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺪﻘﻟ ﺣﺪﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﻫﻲ ‪ ٣٠‬ﺑﻴﺮﻭ"‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻴﺮﻭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺓﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻤﻮﻥ ‪ ٦٠‬ﺳﺎﻋﺔ‬
‫ﻭﻫﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻦﻔﻌﺘﺗ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﺒﻘﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﻔﻦ ‪ ٢٠‬ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺎﻤﻠﻋﺀ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ‪2‬‬

                                                ‫ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺪﺤﺗﺙ ﻍ‪ ،‬ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ"‪.‬‬

‫‪ ٢-‬ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻫﻢ ﺍﻷﺎﺨﺷﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻟﻠﻌﻴﺶ‪ 2‬ﺩﻟﻤﻮﻥ‬
‫(ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ) ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﻮﺼﺧﺻًﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ‬
‫ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﻌﻴﻢ ﺑﺒﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﻛﺄﺎﻴﺣﺀ ﻭﺪﻌﺑ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺎﻬﻴﻓ‪ .‬ﺇﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺟﺜﺖ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﻧﻘﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻮﺍﺣﻞ‬
‫ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﺄﺪﺨﺘﺳﺍﻡ ﻭﺳﺎﻦﺋ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﺩﻓﻨﻬﺎ ﻍ ﻣﺮﻛﺰ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺪﻟﻮﻧﻴﺔ (ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ) ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ ٢٠‬ﺳﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﺪﺓ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺠﺜﺔ‬
‫ﻭﺑﻘﺎﻦﻬﺋ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﻔﻦ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻍ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲﻻ ﺃﺳﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺮﺿﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ‪ 2‬ﺃﺭﺽ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻭﺑﺤﻈﻰ ﺑﺒﺮﻛﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﻧﻔﺲ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻃﻘﻮﺱ‬
‫ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﺗﻬﺎ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺪﺑﺀﺃ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ‪ 2‬ﺗﻞ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ‬
‫ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺰﺋﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻣﺎﺕ ﺎﻨﺟﺰﺋﻳﺔ ﻑ ﺗﻻﻝ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻻﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﻧﺴﺐ ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺩﻟﻤﻮﻥ‪ ،‬ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺪﺭ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻋﺜﺮﺕ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ‬

             ‫‪ ١-‬ﺁﻝ ﺛﺎﻧﻲ‪ .‬ﻫﻴﺎ ﻋﻠﻲ ﺟﺎﺳﻢ‪ :‬ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ±‬ﻋﺼﻮﺭ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ (ﺻﻻﺕ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﺑﺄﻮﻣﺭﻭﺑﺎﻷﻮﻣﺭﻦﻴﻳ‪ ١٥٣٠ ٢٠٥٠)-‬ﻕ‪ ٠‬ﻡ‪٠‬‬
                                                                                             ‫ﻃﺎ ‪ ٠‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺮﺸﻨﻠﻟ‪ -‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪٧٩ ،‬ﺍﻡ‪.‬‬

             ‫‪ ٢-‬ﺣﺴﺐ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
                                                     ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ & ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻷﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﺮﻴﻟﻮﻣﻙ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺭﺩﻴﻧﺔ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫‪٨‬ﺇ‪e‬ﻣﺢ‬
   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65