Page 85 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 85
وركوب الخلفاء في المواكب ..إنما يرجع الفضل في وضعها إلى الخليفة المعز الذي
استسن ذلك كله على قول أبي المحاسن.
عهد العزيز بالله :
....................
وعند وفاة المعز سنة 365هـ 976 -م خلفه ابنه العزيز بالله ( 386 – 365هـ/
996 – 976م) .وفي عهده الطويل عم الرخاء البلاد ،وإتسعت مساحة الدولة
الفاطمية من بلاد العرب شرقاً إلى المحيط الأطلسي يرباً ،ومن آسيا الصغرى شمالاً
إلى بلاد النوبة جنوباً .وظهر أثر الثروة الواسعة في حياة العزيز وخلقه وتصرفاته ،إذ
عرف عنه الميل إلى الإسراف وحب التنعم ،فاقتني كثيراً من التحف وجوارح الصيد.
واشتهر كذلك بالثقافة ومعرفة اللغات ،وإليه يرجع الفضل في تحويل الجامع الأزهر
إلى جامعة بمعنى الكلمة .وكانت المشكلة الخارجية الكبرى التي شغلت العزيز هي نفس
المشكلة التي شغلت أباه المعز والقائد جوهر الصقلي منذ فتح مصر ،وهي مشكلة
القرامطة في بلاد الشام
عهد الحاكم بأمر الله :
..........................
وقد خلف الحاكم بأمر الله ( 411 – 386هـ 1020 – 996 /م) أباه العزيز ،
ولكنه كان عند مبايعته بالخلافة صبيا في الحادية عشرة من عمره ،فقام بالوصاية
عليه مربيه برجوان الخادم .ولم يلبث أن أحس الحاكم بثقل وطأة برجوان فقلته ييله
سنة 390هـ 1000 /م ومن ثم أخذ الحاكم يتصرف تصرفاً مطلقاً في كافة الأمور مع
حداثة سنه ،وظهرت في تصرفاته بع الشذوذ ،إذ اضطهد أهل الذمة فضلاً عن
المسلمين من يير الشيعة ،وهدم بع الكنائس .ويبدو أن الحاكم لم يكن طبيعياً ،
فجمع في أخلاقه كثيراً من المتناقضات حتى قال عنه بع المؤرخين وكانت خلافته
متضادة بين شجاعة وإقدام ،وجبن وإحجام ،ومحبة للعلم وانتقام من العلماء ،وميل
إلى الصلاح وقتل الصلحاء .وكان الغالب عليه السخاء ،وربما بخل بما لم يبخل به أحد
قط ...وظهر شذوذ الحاكم في بع تصرفاته ،مثل الإقامة في ضوء الشموع ليلا
ونهارا طوال بضع سنين ،ثم فضل الظلمة فجلس فيها مدة!! ومنع صلاة التراويح
عشر سنين ثم أباحها !! وقطع الكروم ومنع بيع العنب خوفاً من أن يستغل في صناعة
النبيذ ،وحرم أكل الملوخية والسمك والرطب ،وأهلك من كل ذلك الشئ الكثير .ومنع
النساء من الخروج من بيوتهن ليلاً ونهاراً!! ومنع صنع الخفاف (الأحذية) لهن!! هذا
85