Page 83 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 83
الفاطميون في مصر
( خلفاء عهد القوة والإزدهار ) ()16
...................................
عهد المعز لدين الله الفاطمى :
..................................
عندما اطمأن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى أن مصر قد يدت تماماً في قبضة
قائده جوهر الصقلي ،يادر شمال إفريقية في أواخر شوال سنة 361هـ /أيسطس
972م قاصدا الديار المصرية ،ووصل الإسكندرية حيث رحب به أعيان الثغر ،فألقى
فيهم الخليفة المعز خطبة طويلة أوضح فيها أنه لم يفتح مصر لطمع في جاه أو ثروة ،
وإنما ريبة في إقامة العدل وتأمين الحجاج ومواصلة سياسة الجهاد ضد الكفار !! ثم
أنعم المعز على كبار أعيان الإسكندرية بالخلع ،ويادر المدينة في أواخر شعبان قاصدا
القاهرة.
وعندما وصل المعز إلى الجيزة خرج إليه قائده جوهر الصقلي ،فقبل الأرض بين
يديه ،وسلمه البلاد التي فتحها باسمه .وكان أن قضى المعز ثلاثة أيام بالجيزة ،عبر
بعدها النيل ومعه عساكره وحاشيته ،واتجه مباشرة إلى القاهرة – حاضرته الجديدة –
دون أن يدخل الفسطاط التي كان أهلها قد استعدوا للقائه بإقامة الزينات .وفي القصر
الشرقي الكبير – الذي بناه جوهر للخليفة – خر المعز راكعاً وأناب ،ثم صلى ركعتين
شكراً لله تعالى .وكان أن توافدت عليه بالقصر جموع الناس مهنهين ،فتقبل منهم ما
قدموه له من هدايا وتحف ،ثم أمر بإطلاق جميع من اعتقلهم جوهر من الإخشيديين ،
وكانوا زهاء الألف .وفي شهر المحرم سنة 364هـ /أكتوبر 974م تسلم المعز من
قائده جوهر دواوين مصر ،وبذلك يكون جوهر قد أشرف على شهون مصر أربع سنين
تقريباً.
( )16د .جمال الدين الشيال :مصر فى العصر الفاطمى ،مقال فى كتاب تناريخ الحضنارة
المصرية ،ج ، 2العصر اليونانى والرومانى والعصنر الإسنلامى ( ، 443 - 438 ،
بإختصار ) .
83