Page 175 - merit 49
P. 175

‫حول العالم ‪1 7 3‬‬

‫هنري جيمس‬  ‫مارك جرمان‬         ‫مارجوري ليفينسون‬                   ‫الشكل في مجال الكتابة‬
                                                            ‫الإبداعية‪ ،‬أقصد العودة ‪-‬كما‬
  ‫التدميرية‪ ،‬يوضع في طرق‬          ‫في مقابل دور الممارسة‪،‬‬
   ‫ومسارات عديدة للمقاربة‬            ‫والأخير وثيق الصلة‬          ‫في العديد من المجالات‪-‬‬
‫والتسكين‪ ،‬حيث يتولى الأدب‬                                         ‫للمعيارية الشكلية التي‬
 ‫والكتابة مناقشة ذلك الدور‬     ‫بشكل خاص بمجال الكتابة‬
                                ‫الإبداعية داخل الأكاديمية‪.‬‬           ‫حددتها ليفينسون‪.‬‬
         ‫في الإطار المعاصر‪.‬‬   ‫يمكننا أن نرى المناقشة حول‬
    ‫بالنسبة لنقاد الأدب مثل‬     ‫الشعر النثري توفر مدخ ًل‬       ‫شعريات النثر‬
  ‫كارولين لسياك أو فنسنت‬      ‫نحو مناقشات الشكل‪ ،‬سواء‬
    ‫ليتش‪ ،‬فإن عودة الشكل‬        ‫على مستوى النوع أو اللغة‬       ‫كيف يترك هذا إذن نقا ًشا‬
‫والشك حول النظرية الفاعلة‬        ‫أو التحديد والتعريف‪ ،‬أو‬        ‫بشكل مبسط حول شعر‬
                               ‫بوصفها مدخ ًل إلى الأسئلة‬
     ‫حاليًا يكشف عن نزعة‬       ‫الأوسع حول دور وأهداف‬                ‫النثر‪ ،‬الميكروفاكشن‬
   ‫محافظة داخل الأكاديمية‪،‬‬                                       ‫والشكل؟ هذه السياقات‬
                                    ‫النقد داخل الأكاديمية‪،‬‬
       ‫ولا سيما فيما يخص‬       ‫وتلقي الممارسة واستقبالها‬           ‫النقدية والتخصصية‬
 ‫التخصصات الإنسانية مثل‬         ‫عبر الكتابة الإبداعية داخل‬    ‫الكبيرة ليست منبتة الصلة‬
  ‫النقد الأدبي والتخصصات‬                                      ‫بسبب ما قد يبدو من حجة‬
  ‫الثقافية‪“ ،‬يبدو أن الرسالة‬         ‫المناقشات الأكاديمية‪،‬‬
 ‫الشاملة هي‪ :‬تقليص وتقليل‬       ‫والرفض العام للنظرية في‬           ‫صغيرة حول المميزات‬
 ‫وتصغير الأهداف التي يت ُّم‬                                 ‫النسبية للغة الشعرية‪ ،‬وقيمة‬
                                   ‫مظهر الشكلية المعيارية‬
   ‫تحقيقها بشكل أفضل من‬         ‫الجديدة‪ .‬الشعر النثري في‬         ‫فواصل الأسطر (وقيمة‬
    ‫الأهداف الكبرى التي لم‬     ‫إطار سيولته‪ ،‬وعدم القدرة‬       ‫عدم وجودها)‪ .‬التعامل مع‬
    ‫تتحقق‪ ،‬استعادة مساحة‬       ‫على تحديده‪ ،‬وغياب الشكل‬       ‫تحديات الشعر النثري يوفر‬
‫ومنطقة التخصص والتمسك‬                                       ‫النمطية المثالية للشعر والنثر‪،‬‬
                                   ‫الخاص به‪ ،‬وخروجاته‬
                                                                ‫ويشكل بشكل عام ‪-‬كما‬
                                                            ‫رأينا‪ -‬طر ًقا وأساليب مؤطرة‬

                                                                ‫تكشف الكثير عن طبيعة‬
                                                             ‫التفكير حول الأدب والكتابة‬

                                                                              ‫الإبداعية‪.‬‬
                                                                   ‫لقد سعيت إلى تحديد‬
                                                              ‫سرديتين شاملتين من هذه‬
                                                                  ‫المناقشات الدائرة حول‬
                                                             ‫استقبال الشعر النثري‪ ،‬من‬
                                                                 ‫خلال وجهتي نظر النقد‬
                                                               ‫والممارسة‪ :‬السرد النقدي‬
                                                              ‫لإحياء تقليد الشعر النثري‬
                                                                 ‫في مقابل سرد الممارسة‬
                                                             ‫المرتبط بالارتباط والتجريب‬
                                                              ‫والحرية‪ ،‬وكيف يسهم ذلك‬
                                                              ‫في تغذية مناقشات وردود‬
                                                             ‫أفعال حول دور النظرية في‬
                                                              ‫الأدب والدراسات الثقافية‪،‬‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180