Page 172 - merit 49
P. 172

‫العـدد ‪49‬‬                     ‫‪170‬‬

                                ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                  ‫التاريخية الجديدة –كما‬
                                                          ‫تشير ليفينسون‪ -‬تتعامل‬
     ‫مفقو ًدا) لصياغته داخل‬       ‫الممارسون الذين‬         ‫مع الأعمال التاريخية على‬
 ‫الخطاب النقدي‪ ،‬مع التمسك‬        ‫تحولوا إلى الشعر‬         ‫أنها حزم لمحتوى تاريخي‬
                                  ‫النثري‪ ،‬لا يفعلون‬     ‫وثقافي (‪ .)562 :2007‬وقد‬
     ‫بالأدب باعتباره بديهيًّا‬                            ‫نشأ هذا التصور من ادعاء‬
 ‫وعاطفيًّا وجماليًّا‪ ،‬فهو عالم‬          ‫ذلك بتوصية‬     ‫إيلين روني بأن هزال الشكل‬
                                        ‫أو أمر بإحياء‬     ‫أو ضعفه في النقد الثقافي‬
    ‫مستقل وحقل‪ :‬للواحدات‬               ‫تقليد‪ ،‬ولكنه‬      ‫قد أدى إلى “تقليل كل نص‬
   ‫المفقودة للأشكال القديمة‬            ‫تح َّول بوصفه‬      ‫داخل سياقه الأيديولوجي‬
 ‫(ليفينسون ‪.)559 -2007‬‬              ‫أسلوبا للتجربة‪،‬‬        ‫أو التاريخي‪ ،‬أو بوصفه‬
    ‫أعتقد أن هذا تفريق مفيد‬             ‫أو هرو ًبا من‬
    ‫يجب أن يستم َّر إلى أبعد‬        ‫القيود الشكلية‪،‬‬          ‫نموذ ًجا لنظرية سابقة‬
  ‫من تداخل هذين الاتجاهين‬           ‫يمكن أن نطلق‬           ‫(المحتوى)‪ ،‬فتم تخفيض‬
    ‫في تصور الشكلية داخل‬             ‫على هذا التوتر‬       ‫الشكل إلى ظاهرة عابرة”‪.‬‬
                                  ‫بأنه إحياء للشكل‬       ‫(روني ‪ )26 -2000‬حجة‬
      ‫نقدها العام‪ .‬وقد تمت‬         ‫من خلال الابتكار‬        ‫ليفينسون في جدالها مع‬
     ‫ملاحظة ذلك واستيعابه‬            ‫الشكلي‪ ،‬وهذا‬      ‫روني تمثل واحدة من معاني‬
     ‫لاح ًقا من قبل كارولين‬     ‫توتر بين الاعتبارات‬       ‫التاريخية في سياق عودة‬
‫لسياك‪ ،‬فقد استخلصت بحق‬                ‫النقدية للشعر‬       ‫الشكل‪ ،‬في ظل إمكانية أن‬
   ‫الشكلية المعمارية الجديدة‬       ‫النثري وحسابات‬           ‫يكون الشكل (غام ًضا)‪،‬‬
   ‫من ملاحظات ليفينسون‪،‬‬           ‫الممارسين‪ ،‬وهذا‬           ‫أو داخل فئة الاستعلام‬
‫واستخدمتها بوصفها علامة‬             ‫بدوره يبرز توتًرا‬    ‫المشبوهة أيديولوجيًّا‪ ،‬وهو‬
 ‫على نطاق أوسع من السياق‬        ‫آخر‪ :‬بين الممارسة‬
   ‫التخصصي المحافظ داخل‬               ‫والنقد‪ ،‬أو بين‬         ‫إلى حد كبير عمل قائم‬
                                ‫الممارسة‪ ‬والنظرية‬           ‫على التحريف والتعديل‬
          ‫الدراسات الأدبية‪.‬‬                               ‫والاستعادة ((‪Levinson‬‬
      ‫نقاشات مثل هذه التي‬
   ‫تدور حول دور الشكل في‬                                         ‫‪.65–561 :2007‬‬
   ‫النقد الأدبي أو الدراسات‬                                ‫في فحص ذلك النقاش في‬
     ‫الثقافية‪ ،‬تجد لها نماذج‬                               ‫ظل هذا السياق‪ ،‬نجد أن‬
‫مشابهة في الكتابة الإبداعية‪.‬‬                               ‫ليفينسون تتحرك بعناية‬
   ‫فمناقشة النظري والنقدي‬                                  ‫في تحديد نطاق (الشكلية‬
  ‫التي أثارت وأعادت التفكير‬                                 ‫الفاعلة) التي تسعى إلى‬
    ‫في الشكلية‪ ،‬ليست مجرد‬                                ‫استعادة الشكل لإمكانياته‬
     ‫اهتمام أكاديمي‪ ،‬ولكنها‬                               ‫في تعزيز الممارسة النقدية‬
‫تتجلى بشكل واضح في إطار‬
   ‫أكثر اتسا ًعا في الممارسات‬                                  ‫المخفضة أو المختزلة‬
   ‫الثقافية والسياقية للكتابة‬                               ‫(المحتوى)‪ ،‬من الشكلية‬
‫الإبداعية نفسها‪ ،‬حيث تتولَّد‬
‫الأسئلة الشكلية التي ج َّسدها‬                                 ‫المعيارية‪ .‬هنا الشكلية‬
     ‫وطرحها الشعر النثري‪،‬‬                                   ‫المعمارية تمثل رد فعل‪،‬‬
    ‫خاصة حين يتعلق الأمر‬                                   ‫وتسعى إلى إعادة إدراج‬
‫باختلاف مفاهيم مثل التقليد‬
  ‫والابتكار‪ ،‬وأدوار النقد (أو‬                                 ‫الشكل بوصفه (شيئًا‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177