Page 170 - merit 49

‫العـدد ‪49‬‬ ‫‪168‬‬

‫يناير ‪٢٠٢3‬‬ ‫أي شيء يخبرنا عن تأثير‬
‫النظرة النقدية في فهم‪/‬‬
‫تعامل بها الكتَّاب مع ذلك‬ ‫فترات الاهتمام الصغيرة‬
‫أشكال نثرية معينة بوصفها‬ ‫المرادفة لأسف القرن الواحد‬ ‫واختيار‪ /‬وإعادة تجسيد‬
‫والعشرين‪ ،‬أو لإفادة الق َّراء‬ ‫الابتكار الشكلي‪ ،‬أو عن‬
‫شر ًطا للبيع والاستهلاك‪.‬‬ ‫الذين يفضلون مطالعة المادة‬
‫ولهذا يخبرنا هنري جيمس‬ ‫على الإنترنت‪ ..‬فاستخداماتها‬ ‫الذوق الدال على المجتمعات‬
‫الذي يتطلب الهوية والتحديد‬
‫–على سبيل المثال‪ -‬أن‬ ‫التاريخية في الأدب العالمي‬ ‫والتمييز والتجزئة‪ ،‬أو يخبرنا‬
‫الحكايات القصيرة ج ًّدا‬ ‫تشير إلى شكل ربما أكثر‬ ‫أنه مهما كان الشكل متحر ًرا‬
‫(من ‪ 7000‬إلى ‪10000‬‬ ‫قد ًما من قرون طويلة‪ ..‬أكثر‬ ‫ومبتك ًرا‪ ،‬قد يبدو ‪-‬مهما كان‬
‫كلمة) هي أسهل الأشياء‬ ‫مما يعرض هذا الافتراض‬ ‫خاليًا من الشكل‪ -‬غير قادر‬
‫لهذه المساحات (‪Current-‬‬ ‫(‪:2011 Howitt-Dring‬‬ ‫من الإفلات من الوصول إلى‬
‫‪Garcia and Patrick‬‬
‫‪ ،)28–26 :1961‬أو رثاء‬ ‫‪.)49‬‬ ‫اعتبار شكلي‪ ،‬بغض النظر‬
‫(ربما) هنا لها دلالة‪ .‬أعتقد‬ ‫عن الكيفية التي يراه بها‬
‫أنطون تشيخوف‪:‬‬
‫أحب أن آخذ الأمور بسهولة‪،‬‬ ‫أن (‪)Howitt-Dring‬‬ ‫الممارس‪.‬‬
‫ولا أرى أية جاذبية في النشر‬ ‫على صواب هنا لتحدي‬ ‫لا تتمتع قصص‬
‫التفسيرات السهلة لظهور‬ ‫الميكروفاكشن بالحصانة‬
‫على عجل‪ ..‬أحب معانقة‬ ‫كتابة الشكل القصير‪.‬‬ ‫ضد آثار التاريخ المشابهة‬
‫المشاق المراوغة والمماطلة‪.‬‬ ‫التحسر على الانتباه‪ ،‬تغير‬ ‫في الأسلوب للشعر النثري‪،‬‬
‫تفضيلات القراءة‪ ،‬أو الآثار‬ ‫وإن لم يكن ظهور ذلك عن‬
‫لكن ماذا عليَّ أن أفعل؟‬ ‫الوخيمة الملموسة للتغير في‬ ‫قصد‪ .‬فهنا تصنع الصلات‬
‫أبدأ قصة في العاشر من‬ ‫الاستهلاك الثقافي بوصفها‬ ‫نحو الشكل الكتابي القصير‪،‬‬
‫سبتمبر‪ ،‬بفكرة أن أنهيها‬ ‫استجابات قياسية للأشكال‬ ‫وإلى الأشكال القديمة مثل‬
‫بحلول الخامس من أكتوبر‬ ‫الثقافية الجديدة الناتجة‬ ‫الخرافات أو الأمثال‪ ،‬أو‬
‫على أقصى تقدير‪ ،‬وإن لم‬ ‫عن التغير التكنولوجي‪.‬‬ ‫إلى تقليد أدبي في لغة غير‬
‫أفعل سأكون سببًا في فشل‬ ‫فالقص النثري مع ذلك له‬ ‫الإنجليزية مثل ‪،**Haibun‬‬
‫المح ِّرر‪ ،‬وسأبقى بدون مال‬ ‫تاريخ طويل من التغييرات‬ ‫أو إلى الإقبال العالمي الواسع‬
‫(‪Current-Garcia and‬‬ ‫نحو الميكروفاكشن في أمريكا‬
‫‪.)25–20 :1961 Patrick‬‬ ‫في مواجهة الابتكار‬ ‫اللاتينية والصين وأندونسيا‬
‫إن الفهم الكامل للشعر‬ ‫التكنولوجي‪ .‬ربما يكون‬ ‫(‪:2011 Howitt-Dring‬‬
‫النثري من شأنه أن يتعامل‬ ‫انتشار التكنولوجيا الرقمية‬ ‫‪..)2012 Shapard ;49–48‬‬
‫في كل مكان هو الموضوع‬ ‫فبد ًل من سرد إعادة‬
‫مع الجانب النثري من‬ ‫الأكثر تكرا ًرا في إطار متسق‬ ‫الاكتشاف والاختراع الذي‬
‫المعادلة‪ ،‬في معانقة ومحاولة‬ ‫من أواخر القرن الثامن عشر‬ ‫طرحه دعاة الشعر النثري‬
‫وبداية القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫بوصفه شع ًرا‪ ،‬يأتي اهتمام‬
‫دمج الحجج حول ظهور‬ ‫حيث أدت التحسينات في‬ ‫قصص الميكروفاكشن بإعادة‬
‫أشكال الكتابة القصيرة ج ًّدا‬ ‫تقنيات الطباعة إلى الانتشار‬ ‫الاتصال والارتباط بتقليد‬
‫الجماعي للدوريات والمجلات‬
‫بوصفها ابتكا ًرا‪ ،‬وعلاقتها‬ ‫والصحف‪ ،‬وكلها تتطلب‬ ‫أصيل‪:‬‬
‫بالتغير التكنولوجي‬ ‫محت ًوى خا ًّصا في الشكل‬ ‫لم تخلق قصص‬
‫ليناسب مساحات محددة‪،‬‬ ‫الميكروفاكشن لإرضاء‬
‫والتحولات الثقافية العالمية‪.‬‬ ‫وتدفقت وف ًقا للطريقة التي‬
‫ويبدو أن الحجج حول‬

‫نشأة قصيدة النثر بالنسبة‬
‫لي تعمل دون وعي محاول ًة‬
‫ضبط حدود الشعر بوصفه‬
‫شع ًرا‪ .‬فربط ظهور قصيدة‬