Page 165 - merit 49
P. 165

‫حول العالم ‪1 6 3‬‬                ‫لعل الكلمات السابقة تشي‬      ‫القول‪ ،‬أكثر أما ًنا وإخلا ًصا‬
                                 ‫بالكثير فيما يخص علاقة‬         ‫للأصول التشيكية منها‬
    ‫عدم دقتها‪ ،‬انزياحها عن‬       ‫ميلان كونديرا بالترجمة‪،‬‬
‫الأصل‪ ،‬الأوضار أو الأوساخ‬     ‫وبترجمات أعماله إلى اللغات‬    ‫للأصول ذاتها»‪ .‬وفي سياق‬
                                                          ‫حديثه عن الترجمة الإنجليزية‬
     ‫التي تعتريها كلما كانت‬         ‫الأوروبية‪ .‬ثمة منطق‬   ‫الجديدة يضيف كونديرا‪« :‬منذ‬
‫بعيدة عن رقابته الشخصية‪.‬‬         ‫مانوي ينتظم ضمن إطار‬      ‫سنتين خلت‪ ،‬حينما قرأت أنا‬
                               ‫من الثنائيات الضدية ترجح‬   ‫وآرون آشر (المترجم الجديد)‬
   ‫وهو يشير إلى هذا المسعى‬     ‫كفته لصالح العمل الأصلي‪.‬‬
   ‫الاحترازي‪ ،‬يهمل كونديرا‬                                    ‫الترجمة الإنجليزية لكتاب‬
    ‫المطاب التي وقع فيها هو‬        ‫هكذا نجده كلما تحدث‬     ‫الضحك والنسيان‪ ،‬اتفقنا على‬
                                 ‫عن رواياته‪ ،‬كما وضعها‬
       ‫الآخر حينما حاول أن‬       ‫هو‪ ،‬أو التي قام بعد حين‬    ‫الحاجة إلى ترجمة إنجليزية‬
‫يترجم كلمة تشيكية إلى اللغة‬   ‫بمراجعتها شخصيًّا‪ ،‬أو التي‬       ‫جديدة‪ .‬اقترحت الترجمة‬
                               ‫تابع ترجمتها شخصيًّا كما‬
  ‫الإنجليزية‪ ،‬فتطلب منه ذلك‬    ‫هي الحالة بالنسبة للترجمة‬    ‫من النص الفرنسي الأصلي‬
 ‫صفحات وصفحات دون أن‬             ‫الإنجليزية لكتاب الضحك‬    ‫ودعوته لمباشرة ذلك بنفسه‪.‬‬
 ‫يخلص إلى نتائج مرضية‪ .‬لا‬         ‫والنسيان‪ ،‬فهو يستعمل‬    ‫وأنا أتابع عمله عن كثب‪ ،‬كنت‬
 ‫تنتهي الترجمة عادة بإحلال‬      ‫مفردات من قبيل «الدقة‪»،‬‬     ‫أجد متعة في مشاهدة نصي‬
‫الفأرة محل ال ُجرذ‪ ،‬كما ذهب‬        ‫و»الإخلاص» والنقاوة‬
 ‫إلى ذلك أمبرتو إيكو‪ ،‬أو كما‬   ‫والطهر بينما حينما يشير‬        ‫ينبجس من خلال ترجمته‬
  ‫يذهب الصينيون في لعبتهم‬     ‫إلى الترجمات فهو يومئ إلى‬      ‫كما لو أنه يخرج من حمام‬
 ‫التي تعرف بلعبة الهمس أو‬                                     ‫معجزة‪ .‬أخي ًرا تعرفت على‬

          ‫الهمسات الصينية‬                                      ‫كتابي‪ .‬الشكر لآرون من‬
                                                                      ‫صميم قلبي»(‪.)13‬‬

                                                                    ‫الهوامش‪:‬‬

                                    ‫‪ -1‬عبد الفتاح كيليطو‪ ،‬لن تتكلم لغتي (بيروت‪ :‬دار الطليعة‪.)2002 ،‬‬
                                                                              ‫‪ -2‬المرجع ذاته‪ ،‬ص‪.10‬‬

                                                                           ‫‪ -3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪4- Milan Kindera, The Book of Laughter and Forgetting, trans. Aarion Asher (Great Brit-‬‬
‫)‪ain, Faber and Faber, 1996.‬‬

                                                                   ‫‪ -5‬المرجع السابق‪ ،‬ملاحظة المؤلف‪.‬‬
‫‪6- Terry Eagleton, Literary Theory: An Introduction (University of Minnessota Press,‬‬
‫‪1983).‬‬
‫‪7- Sophus A. Reinhardt, Translating Empire: Emulation and the Origins of Political Econ-‬‬
‫‪omy (Massachusetts: Harvard Yniversity Press, 2011).‬‬

                                                                            ‫‪ -8‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.44‬‬
                                                                           ‫‪ -9‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
                                                                         ‫‪ -10‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
                                                                          ‫‪ -11‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪12- Ibrahim Abu-Lughod, The Arab Rediscovery of Europe: A study in Cultural Encoun-‬‬
‫‪ters (London: Saqi Books, 2011,) pp. 45-50.‬‬
‫‪13- Milan Kundera, The writer’s Note.‬‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170