Page 163 - merit 49
P. 163

‫حول العالم ‪1 6 1‬‬

‫مارتن هايدغر‬                   ‫هارولد بلوم‬                       ‫عشر كان معنيًّا في المقام‬
                                                                ‫الأول بمد الامبراطوريات‬
   ‫وهكذا نشأت مجموعة من‬            ‫إبراهيم أبو لغد في كتابه‬     ‫الناشئة بلهجات بليغة‪ .‬لم‬
  ‫الكليات‪ ،‬ناهيك عن الكليات‬    ‫إعادة اكتشاف العرب للغرب‬          ‫تكن المنافسة بين كل من‬
  ‫الحربية‪ ،‬مثل كلية الهندسة‬                                     ‫إسبانيا وإنجلترا وفرنسا‬
 ‫سنة ‪ ،1816‬كلية الطب سنة‬           ‫والصادر سنة ‪ 1962‬إلى‬      ‫فقط على المستوى الاقتصادي‬
  ‫‪ ،1827‬وكلية الترجمة سنة‬       ‫الدور البارز لحركة الترجمة‬      ‫والعسكري لانتزاع عرش‬
                                                             ‫روما‪ .‬لكن المنافسة امتدت إلى‬
    ‫‪ .1835‬ونظ ًرا لكون هذه‬       ‫في إحداث التغيير المنشود‪،‬‬     ‫الجانب الثقافي‪ ،‬حيث سعت‬
‫الكليات هي الأولى من نوعها‬          ‫وهكذا يميز بين مراحل‬     ‫كل واحدة من هذه القوى إلى‬
  ‫في العالم العربي‪ ،‬فقد طرح‬                                   ‫رفد ثقافتها الرسمية بلغات‬
  ‫ذلك مشاك َل‪ ،‬خصو ًصا على‬       ‫خمسة نذكرها على التوالي‪:‬‬      ‫وثقافات أخرى‪ .‬فقط بمزج‬
                                 ‫ترجمة رسمية غير منظمة‪،‬‬      ‫القوة العسكرية والاقتصادية‬
   ‫مستوى المراجع والمصادر‬      ‫وتمتد إلى حدود سنة ‪:1826‬‬         ‫بالغنى الثقافي يمكن لهذه‬
    ‫باللغة العربية‪ .‬هكذا كان‬                                 ‫الإمبراطوريات أن تعيد إحياء‬
                                   ‫وهي مرحلة غطت تقريبًا‬
      ‫من نصيب الترجمة أن‬       ‫الربع الأول من القرن التاسع‬                ‫أمجاد روما(‪.)11‬‬
  ‫توفر المادة المطلوبة ولو في‬
 ‫غياب الجودة‪ .‬هكذا كان من‬        ‫عشر‪ ،‬وكانت تعنى أسا ًسا‬          ‫المنفلوطي‪:‬‬
  ‫واجب الطلبة الذين أرسلوا‬        ‫بترجمات كل ما له علاقة‬          ‫غياب السن‬
    ‫إلى فرنسا في إطار بعثات‬
‫طلابية الإسراع فو ًرا بترجمة‬         ‫بالمراسلات بين الدولة‬      ‫وعيًا منه بالمخاطر الثاوية‬
                                 ‫المصرية والدول الأوروبية‬         ‫في الموقف الأول‪ ،‬موقف‬
     ‫المصادر الفرنسية‪ ،‬وتم‬
  ‫اعتبار ما يقومون به واجبًا‬          ‫من خلال قنصلياتها‪.‬‬     ‫الغيرة‪ ،‬إزاء المنجز الحضاري‬
                                  ‫مرحلة الترجمة العشوائية‬         ‫الغربي‪ ،‬لجأ محمد علي‪،‬‬
                    ‫وطنيًّا‪.‬‬
     ‫المرحلة المنظمة للترجمة‬         ‫ما بين ‪:1835 -1826‬‬      ‫بنزعته التحديثية والتنويرية‪،‬‬
                                    ‫إلى جانب الوعي بأهمية‬         ‫إلى قنوات عدة لتجسير‬
                               ‫الترجمة ثمة إدراك لضرورة‬              ‫العلاقة بين الشرق‪،‬‬
                                     ‫تغيير النظام التعليمي‪،‬‬
                                                              ‫وخصو ًصا مصر‪ ،‬والغرب‪،‬‬
                                                                  ‫ومن بين هذه القنوات‬

                                                               ‫ترجمة النصوص‬
                                                                    ‫والأعمال‬

                                                                ‫الفرنسية إلى‬
                                                                  ‫اللغة العربية‬

                                                                ‫وإرسال البعثات الطلابية‪،‬‬
                                                              ‫وهو بذلك ينحاز إلى الموقف‬

                                                                ‫الثاني الذي أشار إليه آن ًفا‬
                                                                ‫راينر‪ ،‬أي موقف المحاكاة‪،‬‬
                                                                 ‫وذلك من أجل خلق دولة‬
                                                                ‫وفق نموذج غربي‪ .‬يشير‬
   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168