Page 169 - merit 49
P. 169

‫حول العالم ‪1 6 7‬‬

   ‫نظر ضيقة تتسم بالثبات‬          ‫ولع َّل من المفارقات دخول‬   ‫الإصابة من الإجهاد المتكرر‪.‬‬
  ‫ضد الشعر النثري بوصفه‬         ‫التكنولوجيا‪ ،‬وفي هذه الحالة‬    ‫التليفزيون الإنترنت تع َّرضا‬
‫شع ًرا‪ ،‬ولكن ذلك يتماشى أو‬
 ‫يتساوق أي ًضا مع سرديات‬             ‫كمبيوتر شخصي قديم‬           ‫لتلك الأزمة دون أن يفقدا‬
                                   ‫أعطاه ابنه له‪ ،‬جعله يرى‬      ‫جمهورهما‪ ،‬القصة الأدبية‬
      ‫نشأة الفلاش فاكشن‪،‬‬          ‫هذه الشظايا على أنها عمل‬       ‫لم تكن كذلك (‪Gough in‬‬
    ‫حيث إنها بالمثل لا تركز‬      ‫حقيقي بحد ذاتها‪“ :‬في يوم‬
    ‫على حسابات الممارس في‬        ‫من الأيام لم يكن لد َّي شيء‬           ‫‪.)2012 Shapard‬‬
    ‫التحول الأخير إلى كتابة‬         ‫أقوم‪ ،‬كيف أحببت كيفية‬          ‫يبدو النثر أكثر انفتا ًحا‬
 ‫الشكل القصير على التعامل‬           ‫تجلي هذه القطع‪ ،‬فقرأت‬         ‫على سرد إعادة الاختراع‬
    ‫مع التاريخ‪ ،‬وأحيا ًنا فقط‬       ‫ونسخت بع ًضا من هذه‬          ‫والتجديد أكثر من الشعر‪،‬‬
 ‫في التعامل مع التكنولوجيا‪،‬‬         ‫المقاطع القصيرة‪ .‬بمرور‬         ‫يتحدث تشارلز سيميك‬
   ‫ولكن فوق ذلك تركز على‬        ‫الوقت قرأت دستة من دفاتر‬         ‫في مناقشته لفوزه بجائزة‬
‫الحوادث السعيدة المتعلقة بما‬     ‫الملاحظات‪ ،‬أصبح لد َّي مائة‬
  ‫يمكن تسميته (بالتجارب)‪.‬‬          ‫وعشرون قطعة‪ ،‬معظمها‬               ‫البوليتزر بديوان من‬
      ‫يقترح روبرت شابارد‬            ‫لا يزيد عن بعض فقرات‬         ‫قصائد النثر (كتاب الآلهة‬
    ‫في وصفه لعملية تحرير‬            ‫قصيرة‪ .‬ومع ذلك بدأت‬          ‫والشياطين)‪ ،‬عن الازدراء‬
‫مختارات للقصة المفاجئة عام‬      ‫أعتقد أنه قد يكون لدي كتاب‬       ‫الذي تلقاه من نقاد الشعر‬
‫‪ ،1985‬أن “هذه القصص لم‬              ‫هناك” (سيميك ‪.)2010‬‬          ‫المحافظين‪ ،‬حيث يطالبون‬
 ‫تكن إحياء للأشكال القديمة‬           ‫أي أنه في خدمة الإكراه‬
   ‫بل كانت محاولات لإعادة‬         ‫على استخدام التكنولوجيا‪،‬‬         ‫بمعرفة كيف يمكن منح‬
 ‫اختراع القصص” (التركيز‬         ‫يبحث عن شيء للعمل عليه‪،‬‬         ‫جائزة تكريم للشعر لشيء‬
  ‫على الأصل ‪ .)2012‬تشير‬         ‫تذكر هذه البقايا على أرضية‬     ‫ما بحكم التعريف والتحديد‬
   ‫هذه الأمثلة‪ ،‬على الأقل من‬      ‫ورشة العمل‪ ،‬وسرعان ما‬       ‫ليس شع ًرا (سيميك ‪.)2010‬‬
  ‫منظور الممارسين‪ ،‬إلى أنها‬        ‫يضمها في إطار قد يكون‬        ‫فهو لا يتحدث عن التنقيب‬
   ‫‪-‬على ما يبدو‪ -‬أقل إحياء‬         ‫كتا ًبا‪ .‬لقد أطلقت محررته‬
     ‫للشكل‪ ،‬وأكثر قر ًبا من‬      ‫عليه لاح ًقا (قصائد نثرية)‪.‬‬       ‫في تاريخ الشعر النثري‬
 ‫الإغواء بإعادة اختراع طرق‬          ‫فليس جمعها أو وضعها‬       ‫لإحداث نهضة في الشكل‪ .‬هو‬
                                 ‫لإحياء تقليد‪ ،‬ولكن لإرضاء‬     ‫يقترح –بد ًل من ذلك‪ -‬عملية‬
              ‫جديدة للعمل‪.‬‬        ‫السوق‪( .‬يمكن أن تسميها‬
 ‫من هذا المنظور‪ ،‬فإن تحديد‬        ‫اس ًما ما) شرحت لي‪ ،‬حتى‬         ‫تجميع للهامش‪ ،‬للأجزاء‬
                                    ‫يعرف متجر الكتب تحت‬       ‫السردية غير المكتملة في دفتر‬
   ‫النصوص على أنها (شعر‬          ‫أي عنوان يضع الكتاب على‬
    ‫نثر) أو (مايكروفاكشن)‬        ‫الرف‪ .‬بعد التفكير في الأمر‪،‬‬    ‫ملاحظاته‪ ،‬ويستخدمها في‬
     ‫يبدو اعتباطيًّا‪ ،‬أو نتيجة‬  ‫ومع بعض القلق من جانبي‪،‬‬              ‫كتابة وتأليف الشعر‪:‬‬
   ‫للاعتبارات الشكلية‪ ،‬ومع‬         ‫قررنا أن نسميها قصائد‬            ‫دفتر ملاحظاتي مملوء‬
    ‫ذلك فإن هذه التحديدات‬            ‫نثرية (سيميك ‪.)2010‬‬
     ‫الشكلية مستمرة‪ ،‬ويت ُّم‬      ‫يصف سيميك إعادة سرد‬           ‫بعدد من المقاطع الشعرية‪،‬‬
   ‫التفاوض والنزاع حولها‪.‬‬        ‫هذه العملية على أنها حديث‬      ‫تت ُّم مراجعتها دائ ًما‪ ،‬وغالبًا‬
  ‫وهذا ‪-‬يجب أن أقول‪ -‬إنه‬
  ‫ليس بالضرورة موق ًفا غير‬           ‫(اعتراف)‪ ،‬حول وجهة‬            ‫ما يت ُّم شطبها‪ ،‬كما أنها‬
    ‫مرحب به‪ .‬إذا كان هناك‬                                        ‫تضمنت في السنوات التي‬

                                                                   ‫سبقت نشر هذا الكتاب‬
                                                                   ‫أنوا ًعا أخرى من الكتابة‬
                                                              ‫بوصفها شظايا سردية‪ ،‬جنبًا‬
                                                                ‫إلى جنب مع أفكار لقصائد‬
                                                              ‫وصور معزولة ومدمجة م ًعا‬

                                                                         ‫(سيميك ‪.)2010‬‬
   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174