Page 182 - merit 49
P. 182

‫العـدد ‪49‬‬                             ‫‪180‬‬

                                ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                           ‫الحاصلات وتجمعها في‬
                                                                ‫شون (مخازن)‪ ،‬بعد أن تترك‬
    ‫اندثرت قوى قديمة كانت‬            ‫الري والصرف‪ .‬ثم فيما‬
 ‫بارزة فى ظل الحكم العثماني‬           ‫بعد أوفد بعثات لدراسة‬        ‫لأصحابها ما يكفيهم لمدة‬
 ‫المباشر‪ ،‬وظهرت قوى جديدة‬        ‫القانون والسياسة إلى النمسا‬      ‫سنة طعا ًما أو تقاوي بعدد‬
                                                                ‫أفراد كل أسرة وما لديها من‬
    ‫أفادت من نظام محمد علي‬                        ‫وإنجلترا‪.‬‬       ‫موا ٍش‪ .‬كما تولت الحكومة‬
 ‫ومشروعاته على النحو الآتي‪:‬‬      ‫وكان رفاعة رافع الطهطاوي‬         ‫التجارة الخارجية مباشرة‬
  ‫‪ -‬انتهى نفوذ المماليك كهيئة‬     ‫الذي أوفده محمد علي إما ًما‬     ‫بعي ًدا عن الوكلاء الأجانب‪،‬‬
                                   ‫لطلاب أول بعثة إلى فرنسا‬       ‫واحتكرت تجارة الواردات‪.‬‬
   ‫حاكمة وحلت محلهم أسرة‬                                           ‫وكان محمد علي لا يشجع‬
 ‫محمد علي وبعض العناصــر‬           ‫(‪ ،)1826‬قد أفاد كثي ًرا من‬   ‫الاستيراد كثي ًرا‪ ،‬إذ كان يرى‬
                                  ‫الثقافة الإنسانية في فرنسا‪،‬‬     ‫‪-‬كما شاهد في أوروبا قبل‬
   ‫التركية من رجالات الدولة‬        ‫حيث ساعدته الظروف بعد‬       ‫مجيئه لمصر‪ -‬أن الدولة القوية‬
     ‫الذين سيطروا على أمور‬        ‫أن تعلم الفرنسية‪ ،‬ومن هنا‬       ‫هي إلى تزيد صادراتها على‬
                    ‫الإدارة‪.‬‬     ‫أدرك قيمة الاطلاع على علوم‬
                                ‫ومعارف المجتمعات الأوروبية‪،‬‬                      ‫وارداتها‪.‬‬
‫‪ -‬تضاءل نفوذ شيوخ الأزهر‬        ‫فاقترح على محمد علي تأسيس‬
     ‫وانتقل مركز القيادة من‬                                            ‫***‬
                                     ‫مدرسة الألسن (‪)1836‬‬
  ‫الأزهر إلى خريجي المدارس‬          ‫لتدريس اللغات الأوروبية‬          ‫وفي مجال التعليم اهتم‬
    ‫الجديدة وأعضاء البعثات‪.‬‬     ‫والترجمة‪ .‬وكان لتلك المدرسة‬           ‫محمد علي به وبدأ أو ًل‬
   ‫‪ -‬ظهرت طبقة الأعيان من‬       ‫الفضل الكبير في نقل كثير من‬        ‫بتأسيس المدارس العالية‪،‬‬
 ‫كبار ملاك الأراضي الزراعية‬          ‫معارف الغرب الى مصر‪.‬‬       ‫وإيفاد البعثات لها لكي يقوم‬
                                   ‫وفي خلال المدة من ‪-1816‬‬        ‫المتخرجون في هذه المدارس‬
      ‫(الأبعاديات والجفالك)‪،‬‬    ‫‪ 1839‬أقام محمد علي المدارس‬       ‫بمسئولية التعليم في المراحل‬
 ‫ومتوسطي الملاك من مشايخ‬            ‫التي تخدم أهداف التنمية‬     ‫الدراسية الأدنى‪ .‬أما البعثات‬
‫البلاد والملتزمين‪ ،‬وقد ازدادت‬    ‫الاقتصادية والعسكرية مثل‪:‬‬      ‫التي أرسلها‪ ،‬وكذلك المدارس‬
                                  ‫مدرسة المهندسخانة والطب‬         ‫التي أسسها‪ ،‬فكانت ترتبط‬
   ‫قوتهم وتميزهم في المجتمع‬      ‫والولادة والصيدلة‪ ،‬ومدارس‬         ‫بالتنمية الإنتاجية وخدمة‬
   ‫منذ منتصف القرن التاسع‬                                      ‫المجهودات الحربية أسا ًسا على‬
  ‫عشر بتوسيع حقوق الملكية‪.‬‬            ‫لتعليم أصول المحاسبة‬
 ‫‪ -‬ظهور طبقة عمال الصناعة‬         ‫والفنون والصنايع والزراعة‬                    ‫النحو الآتي‪:‬‬
                                ‫والبيطرة‪ .‬ولما تعددت المدارس‬        ‫البعثات‪ :‬ففي خلال المدة‬
       ‫في مصانع الدولة‪ ،‬مع‬         ‫واتسع نطاقها‪ ،‬أنشأ محمد‬          ‫من عامي ‪1847 -1813‬‬
     ‫استمرار طوائف الحرف‬          ‫علي إدارة خاصة لها سميت‬        ‫أوفد بعثات لإيطاليا وفرنسا‬
 ‫للصناعات الصغيرة كوسطاء‬                                          ‫وإنجلترا للتعليم واكتساب‬
                                     ‫ديوان المدارس (‪،)1837‬‬           ‫الخبرات اللازمة‪ .‬ولهذا‬
                  ‫للحكومة‪.‬‬          ‫فكانت أول وزارة للتعليم‪.‬‬      ‫كانت البعثات في أول الأمر‬
‫‪ -‬تدهورت طبقة التجار‪ ،‬وذلك‬                                         ‫لدراسة الفنون العسكرية‬
                                        ‫***‬                      ‫وبناء السفن والملاحة وتعلم‬
    ‫لاحتكار الحكومة التجارة‬                                      ‫الهندسة والميكانيكا وأصول‬
         ‫الخارجية والداخلية‪.‬‬       ‫وكان لسياسات محمد علي‬
                                  ‫الاقتصادية والتعليمية أثرها‬
  ‫‪ -‬ظهر البدو كقوة اجتماعية‬
  ‫مستقرة‪ ،‬وكانوا حتى أوائل‬            ‫في إعادة تشكيل القوى‬
  ‫القرن التاسع عشر يعيشون‬          ‫الاجتماعية في مصر‪ ،‬حيث‬
  ‫حياة الترحال والتنقل‪ ،‬فمنح‬
  ‫محمد علي زعماءهم أراضي‬
   ‫واسعة في نطاق الأبعاديات‬

     ‫للانتفاع بها واستغلالها‪،‬‬
    ‫وتدريجيًّا دخلوا في الحياة‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187