Page 186 - merit 49
P. 186

‫العـدد ‪49‬‬                                ‫‪184‬‬

                                                                   ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                           ‫سامح عسكر‬

 ‫المماليك والمتمردين القبليين‪،‬‬      ‫تكن ذكرى محمد‬                  ‫لم‬
   ‫وعن طريقه شهدت مصر‬             ‫علي باشا والي مصر‬
      ‫طفرة شاملة م َّست كل‬                                              ‫عوامل خمسة وراء معاداة الأصوليين‬
  ‫جوانب الحياة من السياسة‬            ‫في القرن ‪ 19‬هي‬                         ‫لمحمد علي!‬
    ‫والجيش والعلوم والبنية‬          ‫الوحيدة بصفته قائ ًدا ألبانيًّا‬
    ‫التحتية والفكر والتعليم‪..‬‬
     ‫إلخ‪ ،‬ولم يكن هذا البناء‬          ‫استعان به العثمانيون في‬
      ‫غريبًا على أوروبا التي‬         ‫مستعمراتهم‪ ،‬ولكن سبقه‬
  ‫كانت تشهد في هذه الحقبة‬             ‫قائد ألباني آخر سار على‬
                                    ‫نبراسه محمد علي في الولاء‬
‫الزمنية بنا ًء مماث ًل لكنه أقدم‬
  ‫وأكثر رسوخا من التجربة‬               ‫للعثمانيين‪ ،‬ثم الانقلاب‬
 ‫المصرية‪ ،‬مما يشير إلى نوايا‬        ‫عليهم بعد ذلك‪ ،‬وهذا القائد‬
  ‫وطموحات محمد علي لنقل‬
                                        ‫هو جورج كاستريوتي‬
‫التجربة الأوروبية إلى مصر‪،‬‬          ‫‪ George Kastrioti‬الشهير‬
    ‫والوصول إلى القوة التي‬         ‫بلقب آخر وهو إسكندر بيج‬
                                  ‫‪ Skanderbeg‬الذي ولد عام‬
 ‫رآها المصريون والعثمانيون‬
  ‫في جنود الحملة الفرنسية‪،‬‬            ‫‪ 1405‬وتوفي عام ‪،1468‬‬
   ‫ومظاهر تقدمها وتطورها‬          ‫كانت مهمة اسكندر بيج إعادة‬
   ‫في العلماء الذين قدموا إلى‬
                                     ‫مجد الألبان وحمايتهم من‬
‫مصر بجوار الجنود ليدرسوا‬          ‫هجمات العثمانيين‪ ،‬والتحالف‬
  ‫الطابع المصري من جوانب‬
  ‫شتى في التاريخ والاجتماع‬             ‫مع بعض ممالك أوروبا‬
    ‫والطب والجغرافيا‪ ،‬فكان‬          ‫ضدهم‪ ،‬كجزء من الانقلاب‬
  ‫نموذج هؤلاء العلماء ُمله ًما‬      ‫على سادته العثمانيين الذين‬
  ‫للقائد الألباني ليبدأ عص ًرا‬       ‫حارب بجوارهم حتى عام‬
 ‫مصر ًّيا جدي ًدا‪ ،‬اختلف تما ًما‬
 ‫وبشكل جذري عن ما كانت‬                ‫‪1444‬م‪ ،‬وهو العام الذي‬
    ‫عليه الأوضاع في القرون‬            ‫شهد انقلاب كاستريوتي‬
                  ‫الوسطى‪.‬‬            ‫ليصبح أحد أشهر خصوم‬
   ‫ُمج َمل الأحداث السياسية‬       ‫ومحاربي الدولة العثمانية في‬
   ‫الهامة في عصره ألخصها‬             ‫التاريخ‪ ،‬ولعل هذه السيرة‬
   ‫فيما يأتي دون استطراد‪:‬‬            ‫هي التي ح َّفزت محمد علي‬
    ‫‪ -1‬تولى حكم مصر سنة‬            ‫وشجعته على تكرار التجربة‪،‬‬
       ‫‪ 1805‬بعد صراع مع‬             ‫ولكن في مكان آخر مختلف‬
     ‫خورشيد باشا أدى إلى‬            ‫عن أوروبا وليكن في جنوب‬
   ‫حصوله على رضا وميول‬
                                                     ‫المتوسط‪.‬‬
‫الشعب المصري‪ ،‬الذي ضغط‬                ‫محمد علي باشا (‪-1769‬‬
      ‫على خورشيد ليستقيل‬             ‫‪ )1849‬هو مؤسس مصر‬
                                  ‫الحديثة وف ًقا لإجماع المفكرين‬
 ‫ويصعد محمد علي بد ًل منه‪.‬‬         ‫والمؤرخين‪ ..‬وهو من أصول‬

                                        ‫ألبانية في مقدونيا‪ ،‬جاء‬
                                       ‫به العثمانيون إلى مصر‬
                                    ‫لمساعدتهم في السيطرة على‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191