Page 185 - merit 49
P. 185
183 الملف الثقـافي
عبد الرحمن الجبرتي سليمان باشا الفرنساوي القلعة لصنع الأسلحة وصب
المدافع ،ومصنعين للبارود
إنجلترا -مع السلطان للإيقاع فيه بضواحي إستانبول)،
بمحمد علي ،وفرض تسوية تنص على دخول المنتجات بالحوض المرصود (بالسيدة
لندن السياسية فى يولية مقابل ضريبة جمركية من زينب) والمقياس بجزيرة
1840التي نفذت بمقتضاها %9 : 3حسب نوع الإنتاج. الروضة .كما أقام القلاع
معاهدة بلطه ليمان ،فسقط لكن محمد علي رفض تنفيذ
دور الدولة في الاقتصاد الاتفاقية حفا ًظا على الاإنتاج والاستحكامات اللازمة للدفاع
(الاحتكار) ،وبدأت المنتجات الداخلي في مصر ،وإبقا ًء عن ثغور البلاد والعاصمة،
الأوروبية تدخل السوق لقدرته على تسويقه في الخارج فأصلح قلعة صلاح الدين،
المصرية. في إطار المنافسة .وقال في ذلك وبنى على مقربة منها قلعة
وقد ترتب على سقوط «إن فتح السوق المصرية أمام المقطم (قلعة محمد علي)،
الاحتكار انكماش دور المنتجات الإنجليزية وغيرها وقلاع الإسكندرية ورشيد
الدولة في كافة مشروعات سوف تقضي على ما أقوم به ودمياط.
التنمية والحداثة ،حيث
دخلت الاستثمارات الأجنبية من صناعات». ***
مصر في مجال توظيف المال وتصادف في الوقت نفسه
والإنتاج ،وساد مناخ الحرية قيام أزمة سياسية بين محمد ولقد أدت سياسة محمد
الاقتصادية دون تراكم ثقافي علي في مختلف المجالات
اجتماعي يدعم هذا التحول علي والسلطان العثماني الاقتصادية -على نحو ما
ويسانده ،مما كانت له آثار بسبب توسع محمد علي في سبقت الاشارة -إلى إغلاق
سلبية على مظاهر التحديث بلاد الشام وتهديده الدولة السوق المصرية أمام البضائع
التي أقامها محمد علي نفسها .وكان التقاء المصالح الأوروبية ،في الوقت الذي
على ذلك النحو باعثًا لتحالف كانت بلاد أوروبا بحاجة إلى
الدول الأوروبية -وعلى رأسها الأسواق الخارجية ،وخاصة
بعد الثورة الصناعية التي
انطلقت فيها في منتصف القرن
الثامن عشر ،وزيادة الإنتاج
زيادة كبيرة أكثر من حاجة
السوق المحلي .وكان التجار
الأجانب يتاجرون فى أنحاء
الدولة العثمانية بمقتضى
اتفاقيات بين الدولة وبين دول
أوروبا في مقدمتها فرنسا
وإنجلترا .ولكي تفتح إنجلترا
السوق المصرية أمام منتجات
الصناعة الإنجليزية عقدت
اتفاقية تجارية مع السلطان
العثماني في أغسطس 1838
تسمى معاهدة بلطه ليمان
(نسبة إلى المكان الذي عقدت